تأخذني بعيدا، بعيدا جدا إلى عالم لا عوالم تشبهه، ولا معالم تحدده، تحسب أنها ولوحدها العارفة، غرورها لا ينتهي وفضولها أبدا لا يرتوي، تفعل ما تريده، وتنسى دوما ما أريده، تبدو واثقة، وتخطو دوما هائمة، تصنع بوجودها عالمي، وتحمل وسط فؤادها وطني، عينيها بحر لجي فيه ظلمات من فوقها ظلمات، تحمل سرا، تبطن أمرا، تستر عيبا، تحسبها صادقة ومن فرط صمتها حادقة، لكنها في الحقيقة عابثة -ولعمري- غير صادقة، تقول كلاما وتضمر غيره، كل الرجال بالنسبة لها متشابهين، وكل النساء ملائكة مقربين، تتكلم وليس لديها ما تقوله كأنها تجهل فطنتي، كأنها لا تدرك صدق نيتي، تبتسم بخبث أحيانا وبغرور أحيانا أخر، ضحكتها تارة صفراء وتارة أخرى بريئة عذراء، أو صافية قمراء، تخفي ضعفها وراء قوة مصطنعة، كأني لا أعرفها، كأنها لا تعرفني، .....