تلك الحالة ..
ذلك الوقت الذي تدرك فيه انك تكاد تقفد القدرة على العمل .. الدراسة .. ممارسة اي من عاداتك .. تعجز عن الاكل .. عن الحديث .. حتى عن مكالمة اصدقائك المقربين او ممارسة هوايتك المفضلة ..
يصير السرير مكانك المفضل .. تنام كثيرا جدا .. تحاول فعل اي شيء .. لكنك لا تقدر ..
تشعر ان بداخلك الف صوت كلهم يتناقشون في وقت واحد ..
كانت هذه الحالة تواجهني كثيرا جدا .. ثم يأتي شخص ما ليقول لي
- الا تستطيعين التوقف عن هذا الذي انت فيه ..
- انا حرة ..
- فقط عليك ان تعلمي انك لا تعانين ربع مشاكل اشخاص آخرين ..
- طيب .. شكرا ..
- عليك ان تعرفي انني عندما كنت اعمل في الأعمال الخيرية .. كنت اقابل اشخاصا معدمين يعانون الجوع والفقر والبرد ..
- الا يمكنني انا ايضا ان اعاني من برد روحي .. الا يمكن ان تسبب لي بعض الذكريات والاحداث الراهنة ألما يجتاح روحي !
- ماذا تقولين .. هذا الهراء مرة أخرى ! ماذا دهاك .. تأكلين وتشربين وتعيشين افضل حياة ..
- هل كل ما يهم فعلا هو الاكل والشرب .. هكذا .. البقرة تعيش افضل حياة .. لكل منا مشاكل .. لا يمكن لنا أن نتعامل بهذا المنطق ..
- لا يهم .. تجاهلي المشاكل .. هي مؤلمة لكن تخطيها وانسيها ..
- الأمر لا يتعلق بالمشكلة نفسها .. لكن ما يؤلمنا أثرها .. وهذا الأثر لا يمكن تجاهله ..
- غباء .. هراء .. محض تخلف ! لا تدرين كم عانى ستيڤ جوبز ليصل لما كان فيه .. شاهدي فيلم سيرته الذاتية وستفهمين انك حاقدة على نعم الله .. الله سيعاقبك على هذا البطر .. لا تعرفين كم تعب ستيف جوبز كي..
- ولا اريد ان اعرف .. ثم ان الله يفهمني اكثر من الجميع .. الله لن يعاقبنا على معاناتنا التي وحده يعلم اسبابها .. ان علينا ان نحبه .. نخشاه نعم لكن ليس بالشكل الذي يتصوره اكثر الناس ..
لن نعبده لأننا نخشى عقابه بل لأننا نحبه ..
- ستبدأين الآن كلامك الذي لا ينتهي عن الحب .. الحب كلام فارغ ..
- لا اتكلم عن الحب الذي تتكلم عنه الافلام .. لقد سفهت منه تلك الافلام وجعلته شيئا مبتذلا الى اقصى حد .. اتكلم عن حب خالقي !
- اووه .. لقد انسيتني عما كنت اتكلم .. انا سأذهب ..
انا بخبث : الحمد لله .. نسى .. هاها
لكني مازلت حزينة !!
ان اسوأ مشكلة قابلتها في حياتي كانت مشكلة اللا فاهمين اي شيء !
ستكون انت مكتئبا او حزينا بسبب مشكلة فلكية تعاني منها وحدك ولا يتخيل اي احد انها عندك فتجد احمقا آخر قادما ليتكلم عن كم انك ناكر للنعمة وضعيف ولا تفهم .. تعاني فقط من كذا وكذا وكذا
( ويذكر بعض المشاكل السطحية التي يعرفها عم عبدو البواب عن حياتك ) وتعتقد انك تعاني .. ولا تعرف كم عانى مثلا بيل جيتس او ستيف جوبز ايا ما يكون .. لا ادري اصلا لم يتوجب علي ان اعرف كم عانوا ..
ان كل انسان يعاني من مشكلة ضخمة في حياته لا يعرفها احد سواه .. فهذا يعني ان علينا الا نتدخل قائلين ان الانسان الحزين او القلق محض ابله .. لانه يملك الف سبب ليموت لا تعرفه انت .. لذا .. ايها الشخص الرائع المتحمس الذي تعتقد انك فهمت وخبرت كل شيء في الحياة لمجرد مشاهدتك فيلما ابلها او اثنين او قرائتك لكتابين اكثر بلاهة او ثلاثة .. فانت مخطيء على طول الخط .. فإنك ان كنت تعتقد انك بالتسفيه من مشاكلي تساعدني .. فأنت لست مخطئا فحسب .. بل ان عليك النظر في اسلوب وطريقة حياتك مرة اخرى .. اما هذا او لا تتكلم ابدا !
فإن للأسف .. أسوأ المشاكل التي لا يفهمها الكثيرون .. هي المشاكل الروحية !
فلا احد يفهم مثلا معنى ان روحك تؤلمك ..
او انك فقدت القدرة على الحياة او انك فقدت الشغف .. الحزن لا يكون بسبب المال او المشاكل العائلية او الاجتماعية فحسب .. لكل منا مشاكله التي لا يستطيع ان يشرحها ! حتى هذا اللا فاهم عنده مشكلة انه لا يفهم !
ان لكل منا طريقته الخاصة في الحزن التي لا يمكن ان تشبه اي انسان .. لا يمكنك ان تقارن مشاكل شخص بمشاكل اي شخص آخر .. كذلك لا يمكن ان تجبر شخصا تعيسا على ان يسعد فجأة كما لا يمكنك أن تجبر بصلة على أن تكون تفاحة .. السعادة ليست بهذه السهولة .. كما ان الحزن قاعدة لا يمكن تجاهلها .. ان الذين شاهدوا فيلم الانيميشن inside out يفهمون ما اقصده .. أو كما قال تولستوي : أسباب السعادة تتشابه ، وأسباب الشقاء تتفرع الى أغصان وأفنان ..
ما أود قوله هو : لابد ان يكون للحزن مكان في حياة البشر .. قد ترى هذا سيئا لكنك اذا درست هذا بشكل اعمق سترى ان الحزن يجلب السعادة .. انك اذا تأملت طفولتك ستجد أن أسعد لحظة كانت عندما وبختك والدتك او ضربك والدك فبكيت ثم وجدت انه احضر لك اللعبة التي طالما تمنيتها ليصالحك بها ! اي سعادة شعرت بها حينها !!!
لا احد يحب الحزن .. انا لا اتناول مرتين يوميا كبسولات الغم او النكد لأبين كم انا مرهفة شفافة يمكنني ان اضرب عن الاكل .. لابد ان الجميع اصيبوا بهذه الحالة مرة او اثنتين على الأقل في حياتهم وان اختلفت الاسباب ! لابد انك تدرك ان تلك الحالة لا ينقصها عدم تفهم لمشاكلك الخاصة ايضا !
لذا .. ارجوكم ابعدوا عني هذا اللا فاهم قبل ان ينفذ صبري واقتله بسبعين رصاصة او باستخدام قذيفة مدفعية على شكل وليد ديدا !!
ملحوظة : لعدم الفهم اوجه كثيرة .. لكن شخصية اللافاهم التي تكلمت عنها هي اشنع شخصية قابلتها في حياتي .. تلك الشخصية التي اعتقد صاحبها انه خبر كل شيء في الحياة واتى لينصح البائسة قليلة الخبرة التي مثلتها انا !
-
NoRan Abd El SaLaMلَيسَ الحُظوظ مِن الجسُوم وَشَكلها .. السِّـرُّ كُلّ السّر في الأرواحِ #إيليا أبو ماضي
التعليقات
واكتر مايعجبني قولك ان الله يفهمني
سبحانه يسمع كل شكوي صغرت او كبرت و
الله سبحانه يقول:(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ *وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ *إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )
الله سبحانه امتدح هؤلاء بأنهم يرجون الرحمة، وكذلك ...
يخافون عقابه!!
حبيبتي نورة الرجاء المحض خطأ جسيم ومفهومه خطير، فالله سبحانه (يحب) أن يعبده خلقه على وجه الرجاء والخوف، فهو ملك الملوك وقاضي القضاة ورب البشرية كلها من أولها لآخرها ورب كل شيء ومليكه ,
وهذا بالمناسبة (عقديًا) من أفكار المرجئة!!
والنص القرآني أتى صريحًا في كثير من المواضع التي يذكر فيها وجوب عبادة الله خوفًا ورجاءً لا بأحدهما والتخلي عن الآخر .
وأريد أن أقول كلامًا وأرجو أن يتسع إليه صدرك، وينفتح لكلامي قلبك ...
(كن جميلًا ترى الوجود جميلا) لم أفهمها جيدًا إلا عند مرور فترة من الزمن لا من الوهلة الأولى لقراءتي هذا البيت، فتجارب الحياة التي أثبتت لي مصداقية هذا البيت أوقن أنها ستثبت لك كذلك بإذن الله، لماذا شخصين متباعدين في نفس المستوى المعيشي ونفس حياة المشاكل أحدهما وسيع الصدر، والآخر الكآبة تعلو وجهه .
صدقيني لكل منا مشاكله الخاصة ربما الحقيرة أو الجسيمة وكلها لا يُستهان بها فأنا أتفهمك، لكن (ردة فعلك) هي من تحدد نمط حياتك .
وشكرًا جزيلًا عزيزتي .
زوري صفحتي اطلعي على المقال فذاك هو تعليقي...سأكون بانتظارك ... و انتظار تعليقك...☺☺