أحيانا بعد التريث يكون محمدودا، وكثير الإنتظار مرغوبا، والتماس الأعذار مطلوبا، واغفال الطرف محبوبا، والصفح مقبولا، والعفو مرجوا، والحلم مأمولا، وسوء الظن مذموا، والشك ممقوتا، والظلم منعوتا، فراية العلاقات انتكست، وشمس الوصل انكسفت، وحب الدنيا في الأفئدة تغلغلت وعظام الخير نخرت، وأوصال التكافل قطعت، وبنيان الود هدمت، وأطراف الدفئ بترت، وأواصر الود قوضت، والناس في غفلة لا هية قلوبهم.....مصالح متضاربة، ورغبات صاخبة، وأطماع متناقضة، فسد البعض يمنع أنهارا متدفقة، وصحراء الكل تجتاح مطامح متعلقة، وأحلام تعلقت بأهذاب الحياة فانقطع حبل الخلاص، جروح اتسعت، وأمراض انتشرت، والفاقة أغرقت، والمصائب تلاحقت، والعيون دمعت، والمنية القرابات شتت، زوابع البأساء ضربت، أشواك الجوع انغرست، والسماء تلبذت والقطر منعت، والبحور هاجت، وظلمة الدجى السحيق سادت، والمحيطات اكفهرت، والطبيعة تمردت، والناس في غفلة لاهية قلوبهم.....قصر الرأي، وفسد الخلق، خان الصديق، وتملص الرفيق، وتنكر الشقيق، وجحد الطفل، وتمرد البعل، واستقل الخال والعم، ضيعت صلوات، وقسمت ثروات، وعقدت صفقات، وتركت سنن، وانفلتت همم، وانحدرت شيم، واختفت قيم، ونزعت بركات،.........الى متى الاستخفاف بهول المنكرات وتجرأ على المحرمات،؟ إن سألت صفة الغباء ألزمت، وإن ناضلت بتهمة التمرد نعت، وإن بالحق شهدت قالو ابتغاء الفتنة نطقت، وإن أصلحت ذات بين بالتطفل عيرت، إن صمتت بالجهل وصفت،.....فدع عنك كثرة القيل، وامض في طريقك ولو حبوا ولا تغرنك كثرة الهالكين، ولا سخرية الحاقدين، فحين تدرك حجم نفسك وحجم التفاهات الملقاة من أفواه الخائبين، ستدرك حتما أن الصراط مستقيم والسبيل مقام، والعمل واجب....