خواطر مريض
عَليلُ الجِسْمِ مُمْتَنِعُ القِيَامِ، شَديدُ السُّكْرِ مِنْ غَيرِ المُدامِ [المتنبي]
نشر في 25 نونبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يا له من يوم!
فتك فيه المرض بجسدي فتكًا، فكنت فيه آية للتناقض، وآية لاجتماع الأضداد في آنٍ واحد، صحيح الجسد من الخارج، عليل الجسم من الداخل.
يا له من يوم!
فقدت فيه بهجتي، حتى لكأني أرى الحياة من حولي باهتة لا لون لها، ومرة لا طعم لها.
يا له من يوم!
فقدت فيه الإحساس بكل شيء، فقدت الإحساس بجسدي، ومشاعري، فلا أحبُّ ولا أكره، ولا أشتهي ولا أمتنع.
يا له من يوم!
عرفت فيه كيف تعيش جسدًا بلا روح، وشكلًا بلا معنى، فروحي مُعلقة بين أحناء ضلوعي، وهي ليست معي، وعقلي مختبأ يكتنف رأسي، وهو ليس معي.
يا له من يوم!
أحسست فيه بأن روحي تذبل، وبأني مقبل على الموت مدبر عن الحياة، وبأني مشرف على عتبات القبر، فروحي هناك وجسدي لا شك لاحق بها.
يا له من يوم!
يراني الناس فيه، فيرون رجلًا صحيح الجسد، حسن الوجه، جميلًا قسيمًا، لكن هو بلا عقل، وبلا مضمون، وبلا معنى، شبيه بالأموات إلا أنه حي!
يا له من يوم!
ينظر فيه الناس لي فيرون رجلًا صحيحًا من كل وجه، بريئًا من كل علة، إلا أنه مختلط العقل، سقيم الفكر، عليل الجسم ، واهي القوى ، فلا أراهم ينظرون إلي إلا بعين الشفقة والحزن.
يا له من يوم!
عرفت فيه نعمة الصحة، وبطش المرض.
عرفت فيه ضعف الإنسان، فهو لا يملك من أمر نفسه شيئًا.
عرفت فيه أوجاع المرضى، وأسقام أهل البلوى، وأنهم حقًا في بلاء ...
فحمدت الله أن مرضي هذا لم يكن إلا مرض يوم واحد عابر، مر وكأنه لم يكن ...
ويا له من يوم ..
التعليقات
لكنه رحلة مع الله بالصبر و التحمل
شفى الله كل مريض
شكرا لكم الاخ سامي