حياتنا مليئة بالتحديات والصعاب والبحث عن الحق والحقيقة وقد نظل في كثير من الأحيان عاجزين عن مواجهتها خوفاً من نتائجها قد نكون على باطل وأصحاب سلطة ونفوذ فنخاف أن نُكسر وقد نكون أصحاب حق فنخاف أن نُقهر،وقد نواجهها فنخسر الكثير .
رسمنا في مخيلتنا أن الاختلاف في القضايا وحل المشكلات لا يأتي إلا بنتيجة واحدة إما الفوز أو الخسارة
لم نسأل أنفسنا هل هناك نتائج أُخرى للمواجهة غير الفوز أو الخسارة؟
هل هناك طرق أُخرى للوصول إلى الحقيقة دون تعصب ؟
مرت الكثير من الأيام وأنا أحاول أن أجد جواب لتلك الأسئلة ظننت أن طموحي قُتل حتى رأيت نوراً يشع من صفحتي على الفيسبوك وكان من أحد العناوين المرتبطة بمعهد الفضاء المدني المساق الثالث آليات الاتصال والتواصل مع المجتمع دورة تدريبية عن بعد لنقل المعرفة وإتقان الاتصال والتواصل مع المجتمع هذه الدورة تجربة فريدة لتبادل وتشارك التجارب والخبرات على نطاق واسع ضم ما يقارب 2596 مشارك ومشاركة من 17 دولة عربية .
تلك الأسئلة كانت تشغل بالي وتفكيري وربما تشغل بال الكثير من الناس ،فهناك العديد من القضايا أسعى فيها للحقيقة ربما بطريقة خاطئة طريقة التحدي والتكبر ،طريقة الفوز والخسارة .لا وجود للخيارات الأُخرى فزت بقضايا وخسرت بأُخرى ،لكني فقدت الكثير من الأصحاب والأحباب ،و فقدت عملي .
خضت هذه التجربة مع بقية المشاركين تبادلنا وتشاركنا الآراء ووجهات النظر تناقشنا وتحاورنا وتعلمنا الكثير منها تعلمنا كيف يُبدع الإنسان وكيف يتقن الكلام ،تعلمنا متى يناقش ومتى ينسحب ومتى يفاوض وكيف يحاور ،تعلمنا كيف ينهض بالمجتمع وكيف يشارك في صنع القرار.
والأهم من ذلك وجود نتائج أخرى غير الربح والخسارة وطرق يستطيع بها الوصول إلى أفضل الحلول التي تخدم المجتمع ومعرفة الحقيقية.
هناك قضايا كثيرة ومهمة للنهوض بالمجتمعات ،هذه القضايا لها أسس وخطط وقوانين ولوائح هناك من يؤيدها وهناك من يرفضها وهناك من يرغب في تعديل نصوصها أو لوائحها،كما أن هناك قوانين تشجع وتحث أفراد المجتمع على المشاركة في صياغة تلك القوانين واللوائح وتعديلاتها قد يحدث الاختلاف وهنا يأتي ويثمر ما تعلمنا من آليات الاتصال والتواصل مع المجتمع وذلك من خلال وضع الآليات والاستراتيجيات المناسبة والابتعاد عن التعصب وتجنب الجدال فلكل فئة طريقة معينة للتعامل معها ولكن أنجحها هي الحوار لاستعداد كل الأطراف لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يد الطرف الأخر.
نجاح مجتمعنا يعتمد على تواصلنا واتصالنا مع بعض وإيماننا بأن هناك حلول كثيرة لاختلافاتنا .