ذات نهار جميل تقريبا سنة 2009 مسكت جورنال المصرى اليوم - اللى كان موجود فى بيتنا باستمرار- وعينى وقعت على مقال للكاتب الساخر عمر طاهر كنت اول مرة اتعرف على النوع ده من الكتابة اسلوبه كان مميز جدا وبسيط جدا من نوعية السهل الممتنع, قادر يوصل المعلومة بشكل سلس وفيه شىء من الدعابة وخفة الدم العالية, وقررت بعدها البحث عن هذا الكاتب الفنان فوجدته نصير المرأة فى كل زمان ومكان, ملىء بالتفاصيل الجميلة, توليفة كده نادرا ما تحدث!!!!!! اعجابى الفظيع بيه خلانى مدمنة مقالاته وتباعا كتبه واخباره من اول شكلها باظت حتى الان............ ايوووووووه شكلها باظت هو السبب والشرارة الاولى لاعجابى وحبى العميق لمواليد جيل الثمانينات, كان بيتكلم عن صفات الشخصية المصرية فى ذلك الوقت والانبهارات التى عاشها هذا الجيل, فى رايى الشخصى هو مرجع ومجلد قائم بذاته لكل من اراد معرفة المزيد عن هذة الحقبة التاريخية وهذا الجيل. ولما ظهر الفنان احمد مكى على الساحة الفنية عجبنى ادائه وطريقة تمثيله جدا وعرفت بعدها انه مواليد جيل الثمانينات لما غنى وحكى عن طفولته وشبابه, وهكذا كنت كل ما حب حد من المشاهير وأتوهم بيه اوى يطلع من جيل الثمانينات.جيل الثمانينات لاتقدر تقول عليه جيل قديم ولا جيل جديد, فى النص ودايما وسط فى كل حاجة عدى بمراحل كتير وتطورات خطيرة بالذات فى مصرنا الحبيبة عشان كده عنده نضوج وعمق وفهم لبواطن الامور بشكل مش طبيعى.

الجيل ده اغلبه اتعلم فى المدارس الحكومية ايام ما كانت المدارس بتربى وتعلم كمان مش دلوقتى لاتربية ولا تعليم, كان الكل سواسية فى الفصل وكان معظم الطلبة من الطبقة المتوسطة ميسورة الحال نوعا ما, يعنى كله مؤدب و بيحترم المدرسين كله بيعتمد على نفسه وقدراته ومفيش دروس خصوصية طبعا, وكله بيجيب نفس السندوتشات ويلعب بنفس الحاجات. والمدرسة العسكرية للبنين فقط كانت بتعلمهم مبادىء الحياة العسكرية عشان لو مدخلوش فترة التجنيد فى الجيش, واعتقد السبب فى ظهور المدارس العسكرية نكسة 1967 والانصار العظيم 1973 حتى يصبح الشباب مستعدين للدفاع عن مصر فى اى وقت وبالتلى يعرفوا تاريخ مصر تفصيلا , عشان كده مواليد جيل الثمانينات عندهم انتماء شديد ووطنية ين غير مشكوك فيها, اصلهم كمان عدوا على كل مراحل عصر مبارك يعنى استرجاع طابا وحفر مترو الانفاق والتفجيرات الارهابية فى الاقصر والحسين وكمان انتفاضة الامن المركزى لحد ثورة 25 يناير ومانعيشه الان, عشان كده كانو اكتر ناس حاسة و متضررة من تطور فساد عصر مبارك الى درجة لاتحتمل.

مصدر تسليتهم الوحيد بعد اللعب مع الاصحاب هو التليفزيون المصرى فقط يعنى مفيش قنوات فضائية ولا انترنت ولاحتى موبايل, كلهم بيتفرجوا على نفس البرامج و المسلسلات فى طفولتهم, وكل ما يتقدموا فى العمر تظهرلهم حاجة جديدة تثير اندهاشهم وانبهارهم اكتر وتعرفهم على دنيا جديدة فى انتظارهم بداية من التليفون الاسلكى والكمبيوتر الضخم وخط الموبايل اللى كان بمبلغ وقدره, يعنى مشيوا خطوة خطوة فى التكنولوجيا. كانت مصادر ثقافتهم برنامج العلم والايمان لدكتور مصطفى محمود اللى اثر فيهم جداومجلة ميكى وسمير لحد ما وصلو لسن المراهقة والشباب واعتادو على شراء الشياطين ال13 وسلسة ادهم صبرى والفضل فى ذلك يرجع بشكل كبير الى مشروع مكتبة الاسرة الذى كان النواة لزرع حب القراءة ولكن بعد ذلك حدثت فجوة واصبح الانتاج الثقافى الادبى فى مصر قليل ولايخاطب كل الفئات والاعمار والان بدأنا نتعافى.

كانوا بيظبطوا خروجتهم ويطمنوا على بعض بالتليفون الارضى عشان كده الاهل بتبقى عارفة كل اصحابهم ومطمنة عليهم, اما بالنسبة للخروجات كانت اسكندرية فى الصيف والساحل الشمالى لمحبى المغامرة والروقان عشان كان صحراء ومننساش مطاعم البرنس وابو طارق, والسينما فى وسط البلد, مكانش فى مول ولا كمبوند!!!!!

تخيلوا كده جيل عدى بكل المراحل دي وشاهد كل تطورات العصر من البداية للنهاية لازم يكون عنده فكر مختلف ونضج غير عادى, التفاصيل الصغيرة فى حياة هذا الجيل صنعت منهم شباب وبنات قادرين على مواجهة كل تغيرات ومفاجأت الحياة غير مندهشين لما يحدث فهم يعلمون جيدا ان التغير سنة الحياة .هم شاهد حقيقى على العصر. ولو عايزين تسمعوا حاجة بتلخص كل اللى رغيت فيه وتوصلكو الفكرة اسرع يبقى لازم تسمعوا اغنية black theama الجديدة (اخبار اهرام جمهورية).