بمنتهى الصراحة .. وإن كانت قاسية بعض الشئ !
خلف لحظة المواجهة تتضح حقيقتك , وبمزيج من الصراحة معها ستزداد حقيقتها هي الأخرى , فستحصل حينها على حقيقتك وحقيقة تلك اللحظة الجوهرية لحياتك ..
نشر في 19 ماي 2018 .
"حقاً أنا لم أتعلم من أخطائي السابقة , لم أخرج من تلك التجارب بدورس مُستفادة تجعلني أبتعد عن الوقوع فيها من جديد , وهذا هو خطاي الذي لن يُغتفر !! "
" أنا لا أكذب ولكني أتجمل , ولكن وفي حقيقة الأمر أنا أكذب وأزداد في الكذب دون أن أتجمل ! , هذا هو خطأي الوحيد في حق نفسي ولا أدري لما أقع فيه دوماً ؟! "
" يميل قلبي إلى الكره والبغض والحسد والحقد ومعه أميل أنا إلى قاع الهلاك والغرق في بحور الظُلمات دون أن أجد يد تلتقطني نحو بر الأمان !! , فلما اُبيح ميل قلبي وأجده ميلاً نحو النجاة وهو على النقيض تماماً ؟! "
" مع كل خطوة تخطوها أقدامي يخطو عقلي نحو مؤخرة الفكر والجمود , فلا أستطيع أن أتحرر من قيود روتين الأفكار الصلبة المُتجمدة كجليد أوروبا القاسي ولا أقوى على الفرار منه لحظة , فلما أقف عند تلك المرحلة دون أن أتقدم ولو بمجرد خطوة تنشلني من بؤس الفكر ؟! "
تلك الكلمات لم ولن تكن مجرد حروف عابرة تكاتفت من أجل إخراج جُمل والسلام , هي لحظة نادراً ما تُدرك قيمتها وتمنحها ما تستحقه من التقدير والإحترام , تلك الكلمات قد قيلت في عقول بشر مثلك مثلهم لا تختلف عنهم في شئ , فاليد الواحدة تحمل خمس أصابع والوجة يتخلله عينان وأنف وفم بارع في الحديث والتفلسف , عقل وقلب وكبد وبنكرياس و و و , كل أعضاء جسدهم تتطابق مع اعضاءكم أنت الأخر , وكل نبضات قلوبهم تنبض بنفس نمط نبض قلبك أيضاً , وعقلهم لا يوجد به إشارات مختلفة عن إشارات عقلك , كل شئ يتطابق بحرفيه غريبة وقد تحسب للحظة أن هذا التطابق هو أنت ولكنه بنسخ متعدده من البشر ينتشرون في الأرض بأسماء مختلفة ولكن الأصل هو أنت لشدة تطابقهم معك , ولكن الحقيقة هي أن هم ليسوا أنت وأنت لست هم , كلاً منهم يختلف عنك ولو كنت لا ترى سوى تطابقهم معك , يختلفون معك في شيئاً واحداً فقط بخلاف اللون والشكل , يختلفون معك في تقدير حالة الصراحة التي تندرج تحت مُسمى لحظة : المواجهة ..
تلك اللحظة المُشكلة لحياتك هي الأسمى والأهم على الإطلاق , فكر معي الان كم من مرة وجدت نفسك إتخذت من زاوية غرفتك البسيطة كانت أو الفخمة مجلساً في آخر ليل يومك وإنفصلت عن العالم الخارجي من أسرة وكل من يندرج تحت خانة البشر وتسائلت في قرارة نفسك : ما هي عيوبي ؟ , ولما لا أحاول في إصلاحها ؟ , وهل لي أنا اُبدلها لمميزات من الأساس أم لا ؟ , هل أنا راضي عما أنا عليه أم أني أحتاج إعادة ترتيب حساباتي من جديد ؟ .. وفي وجود تلك اللحظة تنتشر حولك الصراحة في جميع أرجاء غرفتك وتتخلل نفسك في هدوء لتخرج على هيئة إجابات صريحة واضحة ماحية للتزييف والتجميل والشعارات الكاذبة الخداعة , فبها تتضح حقيقتك وينكشف الحُجاب عن أصلك الذي لطالما أتقنت الفرار منه وكنت مُصراً على الهرب , خوفك أن يمسك بك في لحظة مواجهة كان أقسى ما تواجهه طوال مشوار حياتك , هذا الخوف كفيل أن يُدمرك ويُنغص عليك حياتك , فما الداعي من الحياة في إنعدام الحياة الأصلية المبنية على الصراحة والوضوح وكان الراعي الرسمي لها هي مجرد لحظة .. لحظة المواجهة ..
قد توصلنا أخيراً إلى البداية , بداية إكتشاف حقيقتك إن كنت راضياً عنها أو لم تكن , حتى لحظة معرفة مدى رضاك عنها سيتضح معالمه في حضرة لحظة المواجهة العبقرية , تلك اللحظة التي ستُعيد ترتيب أفكارك من جديد , ستمنحك بعضاً من الوعي والإدراك لما أنت عليه , بل وما ترغب في أن تجد نفسك عليه حتى , مواجهة نفسك بعيوبك قبل مميزاتك هو جوهر تلك اللحظة , هو مفتاح نجاحها , دون تلك المواجهة لن تستطيع أن تستكمل ما تبقى من حياتك إن كان سنوات لا تُعد ولا تُحصى أو كان مجرد لحظة وبعدها ستنتقل لعالم آخر مختلف تماماً , وفي الحالتين ستظل لحظة مواجهتك لك هي مُحرك حياتك الرئيسي الذي بدونه سيتوقف مسار موكب حقيقتك في إنتظار قليلاً من الدفع للإستكمال مرة أخرى ..
فلا تنتظر كثيراً على خوض تلك التجربة , ابدأها الآن ولا تتردد ..
بكل ما تحمله الكلمة من معنى كن صريحاً , بكل ما تتمنى أن تستكمل حياتك عليه كن مواجهاً حقيقياً لنفسك , لا تجعل مواجهتك يُشوبها التجميل في حق نفسك أو التزييف بشأن حقيقتك , بل دعها تأتي كما أنت عليه حقاً , وبها ستولد الحقيقة من تلقاء نفسها وعنها ستجد ما كنت تبحث عنه طويلاً والسبب : مجرد لحظة مواجهة والأهم أن تكون صريحة ..
التعليقات
.. ورسالة عتاب قوية للذات ولاسيما موجهه اكيد ... لاشخاص .. !!!
دام قلمك المتألق...
للأسف يحدث بالفعل