تضحك الأقدار بملئ فيها حين يُقال عامٌ جديد، وتُقهقه أكثر حين تتناثر آمالنا وأمنياتنا ويتعالى رجاؤنا بتغيّر أجمل ننشده عشيّة كل رقم جديد، كلّنا نفصّل حيواتنا على مقاسات الأرقام ونحاول عبثا أن نغلّف بها خيباتنا وأفراحنا فنحب عاماً ونلعن آخر ونستبشر بسنوات و نتطيّر بأخريات، كلّ هذا والله يفصّل أقدارنا بمقاسات أخرى لا تشبه الأرقام في شيء .
إن الأقدار تتعالى على لغة الأرقام الجافة البتارة، وهي أعمق من أن تبدأ برقم وتنتهي عند آخر ..أقدارنا بتداخلاتها لا تحفل أبدا بحميمية الزّمن وتعرّجاته، وهي وحدها التي تفصّل أعوامنا بتقويماتها المتفرّدة ومخبوءاتها المُفاجئة والمدهشة.
أعوامنا الحقيقيّة لا تعترف لابتقويم ميلادي ولا هجري ولا فارسي، فهي عادة ما تبدأ عند حوافنا فقط حين نقرّر وحين نستحقّ ، ولكلّ إنسان أعوامه الخاصّة به ومراحله التي تخضع لالتفافات خطوب حياته ، ولكلّ منا تقويمه الخاص به..
وبهذا تكون سنة2017 مجرّد رقم جديد، ويومنا هذا ليس سوى امتدادا طبيعيا للأمس بدون مقدّمات، قد يكون هذا العام بداية بالنسبة للبعض وقد يكون استمرارا أو نهاية بالنسبة لآخرين ..ومع ذلك لنر ما في جعبتك يا 2017 !
-
فاطمة بولعناناليوم حرف وغدا حتف