لا تخفى عليك قصة ذو القرنين في القرآن الكريم[1] التي يجهل قارئيها حقيقة شخصيتها التاريخية، فهل هناك أهمية لمعرفتها الشخصية أم معرفة دورها الاجتماعي التي تؤديه؟
تميز ذو القرنين في القصة القرآنية بالتقوى والمعرفة، فكان يجول في الأرض حاكمًا بالعدل، مادًّا يد العون عاملًا بالأسباب لتتناسب مع المشكلة القائمة.
أقام ذو القرنين العدل بين قوم جاءهم خبر الإيمان في مغرب الأرض، أما في مشرقها فكان القوم يتطلعون للشمس في عبادتهم فقام ذو القرنين بنشر الخبر الحق، وفي ترحاله وصل إلى قوم بين الغرب والشرق، قوم لا يفقهون، جاهلون أهمية العمل وهم يشكون قوم يأجوج ومأجوج الناشطون في العمل، ولكن أي عمل أنه عمل مفسد في الأرض، فالعمل دون تقوى فساد وخراب بينما التقوى دون عمل خوف وجمود.
كيف حلّ ذو القرنين المشكلة؟
ذو القرنين مبشّر بالحق مقيم للعدل، فأين العدل بين قومين متناقضين؟ لذلك وجد أن الحل هو الفصل بين التوجهين فصل بين جمود وتقوى من جهة وعمل فاسد من جهة أخرى، ثم آل حلّ الأمور لزمن يحدد خلاله المشتكون خياراتهم. ذو القرنين يحمل صفة لقوتي التقوى والعمل ربما هذا سبب تسميته ذو القرنين.
ما زال الفصل الذي أقامه ذو القرنين قائما حتى اليوم بين قوتين في العالم أحدهما الجهل في العمل وثانيهما الفساد في العمل، وأما ما يرجّح كفّة قوم على الآخر فهي من يجمع بين الركيزتين، التقوى والمعرفة.
لذلك على قدر ما يسعى أهل الأرض للتسلح بالتقوى والعلم ترجح كفة قوم على قوم، لتكون إما الغلبة على قوم يأجوج ومأجوج وإما هم الغالبون، فماذا تختارون؟
____________________________________________________________________
[1] سورة الكهف: الآيات 83-98
-
هبه حافظعملت في مجال علوم الكمبيوتر لمدة طويلة ثم تركت العمل لأسباب خاصة، تفرغت بعدها للقراءة ومن ثم متابعة دراستي في الفكر الإسلامي لتليها المحاولة في الكتابة. لست بكاتبة متمرسة ولكني اشعر بالحاجة للكتابة في بعض الأحيان للتعب ...