أتذكر ذاك القلب الذي كنا نرسمه مقطوعًا بسهم ظنًا منا أنه يعبر عن حب عظيم ، في الواقع يمكن أن تُفسر تلك الرسمة الآن بأن القلب هو موضع الحب وذاك السهم ما هو إلا عاقبة لهذا الحب ولهذا علينا الإعتراف أن براءة الأطفال لم تخطأ في ذلك ، فجرب أن تحب من اعماق قلبك جرب أن تجعل حبك عظيم ، لن تجد إلا ذاك السهم مخترقًا لقلبك ليظل مقيمًا بين ثناياه أبدا ، لكن في الحقيقه هو لم يكن سهمًا واحدًا ، فهناك سهم الخذلان وسهم الخداع وسهم الكذب وسهم الفراق ، فكلما عظم حبك إزدادت سهام قلبك ، القلب منبع لكل إحساس جميل لكنه أيضا مصدر للعناء بعد أن يصاب بأي من تلك السهام ، علي عكس العقل تمامًا ، والدليل يظهر عندما تترك ورقة وقلما لطفل طالبًا منه أن يرسم كلاً من القلب والعقل ، تجده يرسم القلب في وقت قصير بينما ليس بقدرته أن يخط خطا واحدًا لرسم العقل ، لذلك علينا القول أن القلب سهل الوصول لذلك يُخدع سريعًا لتصوب عليه السهام بدون شفقه أو رحمة ، لذلك عليك ألا تجعل قلبك عرضة لأي من تلك بأن تولي عقلك زمام أمورك ، وأن لا تفتح قلبك لأي طارق بل تنتظر ليأتي من معه مفتاحه ليمضي دون أن تبذل أي مجهود ولو في النهوض .
-
وفاء عابدأكتب ما أشعر به وأحب ذلك.
التعليقات
صدقتى