الفراشة !
من هي التي تملك رقة و احساس الفراشة ؟ و من الذي عليه ألا يسحقها ؟ .. الزوجة هي الفراشة و على الزوج ألا يسحقها و لأسباب :
لأنها تلك الرقيقة الناعمة التي ينحني لها الورد أثناء مرورها على المروج و الروابي و هي تلك الشخصية القوية بدقة و نعومة مشاعرها و بصبرها و اخلاصها و وفائها !
لأنها تملك مفاتيح الحياة بيمينها و بيديها سر أولادها و مستقبل وطن !
الزوجة في نظر الزوج الصالح عنوان الخلود و بداية المسرات التي لا تنتهي , هي تلك الومضة التي تغتال بأشعتها مساحات الدجى في نفسه , و هي قوة الشفاء للجسد السقيم و من ذابت حشاشته شوقاً !
هي خيال ابتسامة لا بل هي ترجمان السعادة , هي القوة التي بإمكانها متى ما شاءت أن تعتصر فؤادك لتقطر منه خمر الأبدية !
هي سلاح الجندي في معركته و قبلته الأخيرة قبل الاستشهاد ! هي القلادة المعلقة في عنقه و صكه للدخول الى الجنان !
هي التي تبلل عنقك بالعبرات لو أصابتك لوعة أو غصة , و تداوي بيديها النحيلتين جرحك النازف رغم ألمها الجاثم على صدرها لبشاعة الماضي الذي أهديتها اياه .
هي المودة و الرحمة , هي الحبل السري الرابط بين الارض و السماء , هي نظرة ملكوتية و هدية ربانية , هي سبب الوجود و استمرار مسلسل الخليقة !
هي الام و الاب ان كنت يتيماً , هي الصديق الوفي في زمن ندر فيه الوفاء , هي عقار الصبر في الشدائد و عشبة الأنس في الرخاء و الراحة !
و من كانت هذه فراشته عليه بالتالي :
لا تصرخ بوجهها فصوتك العالي يسحق قلبها و يوجع عواطفها و يقتل أحاسيها و يبهت بريق ألوانها و يخرس أنغامها , فكن لها رفيقاً هادئاً مسالماً محباً عطوفاً حنوناً كي تطمئن لك و تكمل معك رحلتك المملوءة بالصراعات مع الحياة .
كن لها ملكاً تكن لك أميرة ... أعطها حقها تعطيك فوق حقك قبلة !
كلمها بلين الكلام , لا تهين عقلها و أفكارها و تطلعاتها و أحلامها , حتى و لو كانت ضرب من الخيال و قاب قوسين من المستحيل !
قاوم اغراءات النفس و شهواتها و لا تستبدلها بالذبابة , و أنت الأدرى بأن الذباب لا يجتمع إلا عـــلى القمامة !
أقم لها تمثالاً في كل شارع و زقاق من مدينتك الداخلية الخاصة لتعبر فيها عن شكرك و امتنانك لتضحياتها و عطائها .
مشاكل أعمالك و ضوضاء الشارع و زحام الطريق و تعاساتك الداخلية التي تأتي من الفشل و عدم القدرة و العجز كلها أمور مؤقته و تنتهي بالارادة و العزيمة و التوكل على الله , لذلك لا تملأ فضاءكما المشترك بأشباح الأسى .
لا تفرغ مخزونها العاطفي تجاهك , فهذا المخزون ان ثقب بفعل مشين منك لن يعود الا بالكثير من الترقيع , و أنت في غنى من هذا العمل المجهد , عالج صغار المشاكل أولاً بأول فالبحار هي ليست سوى قطرات متجمعة فوق بعضها البعض !
اجعلها سنداً و عوناً و اعتمد عليها في بنيان اسرتك و اولادك , أمد لها يدك ان تعثرت و شجعها على النهوض من جديد فهي أولاً و آخراً سرك و أنت سرها !
ايها الرجل العاقل في الاخير هي فراشتك و انت و اولادك زهرتها التي لا تحب الا ان تشم منها عطرها و تكمل بها انوثتها و امومتها , فانتم معاً أجمل بكثير من أن تكونوا مفترقين .