في عَهدِ طفولتي ، لم أُفَكِر أني سأفترق عن أَحِبَتي ولم يخطر ببالي الأمر حتي ! فقد اعتدت دائماً علي رؤية من أحبهم صباحاً ومساءً.
ولكن كَبِرتُ فجاءةً ،وحتي عندما كبرت لم أُدرك ذلك إلا عندما بَلَغتُ الثامنةَ عشرَ من عمري.
ولكن كيف؟ كيف مع كل هذه السنين ولم أفهم معني الفراق إلا بفراقِ أخي ! ولكن الأمر يستحق ..
في المرحلة الإبتدائية كنا نذهب أنا وأخي سوياً إلي المدرسة، فقد اعتدنا ذلك دائماً.
وفي ذاتِ مَرة ، كنا في طريقنا للذِهَابِ إلي المدرسةِ ، وكان أخي يُغني ويصيح بصوتٍ مُرتفع قائلاً: "اصحي يا نايم" فصرخت ف وجهه قائلةً له: سيوبخنا هؤلاءِ النائمين " ، فرد وقال: " يا لكي من بلهاء ، أتفكرين في حال النائمين ولم تنتبهي إلي أننا لسنا في رمضان !" ، فضحكت بصوت مرتفع جداً ، حينها قال لي :" سوف تتذكرين هذا الموقف دائماً وتضحكين " .
الآن تذكرته ولكن لم أضحك . وكيف لي أن أفعل ! أو أنني أضحك فتدمعُ عَيناي .
كنتُ قد اعتدت علي الذهابِ معهُ دائماً ، إلي أن جاء التحاقي بالصف الرابع الإبتدائي وكان أخي بالصفِ السادس ، فقد افترقنا لأن في هذه الفترة جعلوا البنين والبنات في فترات مختلفة ؛ فلم نكن نخرج من البيت سوياً ونسيرُ في الطريق إلي المدرسةِ معاً فقد حَزِنتُ لهذا كثيراً لأني لم أفكر أبداً أن هناك من يفرقنا ولكن اعتقادي كان خَاطِئاً ؛ فكان هناك ما هو أكبرُ من هذا الاعتقاد ... الموت.
" فرَحِمهُ الله ورَحِمنا من هوانِ الفِراق" .
...
الفراق ، هو معني لا يدرك حقيقته الكثير إلا إذا تعرضوا له ،أو اصيبوا به ، نعم هو كالداء لكن ليس له دواء ، لكن لامفر من الإصابةِ به ؛ فلا ينجو منه أحد ، هو الشيء الوحيد الأشَدُ من الموت .
هو أيضاً يُبدلُ نظرتنا للحياة ، من يُصابُ به يُعافي نظرته لأحب الأشياءِ إلي نفسه ، هو داءٌ يستنزف الروح.
الموقف حقيقي👌
من كتاباتي❤ وتعديل اللغه أميره محمد وشكر خاص ليها❤🌸