فى عيد ميلادى العشرين سكرت وتبولت فى الحديقة الأمامية وبعض السيدات الكبيرة رأيننى وأبلغوا الشرطة وجاء الشرطى وكنت على وشك الذهاب للسجن فى تلك الليلة ، بالفعل أنا لدى سجل إعتقال لكن الشرطى لم يجد الأمر يستحق عناء التحقيق فنصحنى وغادر ، وهكذا بدأت حياتى بضجة ! .

هذه المقالة قد ترجمتها نقلا ً عن صديقى المؤلف والمفكر مارك مانسون لأول مرة على مدونته .

فى ذلك الوقت كنت مشرد وبلا هدف وكنت قد طردت للتو من مدرسة الموسيقى وكنت أرغب فى الخروج من تكساس ولكن لا أعرف كيف وأين ومتى ؟ وعلى الرغم من هذا المرحلة التى كنت فاشل نوعا ً ما فيها ، إلا أننى كنت ذكيا  ً ومتغطرسا ً ومزعج حقا ً . ثلاثة أيام من الآن وسوف أصبح فى الثلاثين من العمر وأستطيع أن أخبركم بكل فخر لقد تغيرت تغيرا ً كاملا ً فى تلك العشر سنوات من حياتى ،وأنا سعيد جدا ً لأخبركم أننى لم أعد أتبول فى الحديقة الأمامية للجيران بعد الآن ، لقد بنيت أعمالى ، وكنت فى جميع أنحاء العالم لعدة مرات مستكشفا ً أماكن لم أكن أعرفها من قبل ، ونجحت فى مهنتى ككاتب - وهذا شئ لم أكن أستطيع التنبؤ به .

عندما تمضى عقود أو سنوات من عمرك وبعد ذلك تتوقف وتنظر إلى الوراء ، تتمكن من ملاحظة التغييرات الدراماتيكية التى حدثت فى تلك الفترة ، بالفعل تغيرت كثيرا ً عن سنوات عمرى العشرين وفيما يلى بعض الأشياء التى تعلمتها  : 

لايمكنك أن تفرض الصداقة على أحد 

هناك نوعان فى هذه الحياة من الأصدقاء ، هناك الأصدقاء الذين ينتظرونك مهما ذهبت إلى أى مكان ، تعود وتجد كل شئ على حالته ، أصدقاء مخلصون صحيح ؟ ، وهناك الأصدقاء الذين يتغيرون بتغير الزمان والمكان ، ربما تتغير صداقته بسبب المال أو بسبب ابتعادك عنه . 

قضيت معظم السنوات الخمس الماضية متنقلا ً من مكان لآخر وقد إكتشفت أنه لا يمكن فرض صداقة على أحد ، لقد تركت الكثير من الأصدقاء وراء ظهرى بسبب إنتقالى من مكان لآخر ، وهذه حقيقة أخرى ، أن ذلك الشئ المُسمى بالصداقة هو شئ سحرى أو سريع الزوال ، فيجب أن تحافظ عليه . 

أيضا ً لا تستيطع أن تتنبأ بمدة الصداقة بينك وبين شخص ما أسميها مدة الإلتزام وهذا سواء كان لديك صديق أو صديقة ، فإنك لا تستطيع أن تعرف كم من الوقت ستستمر تلك العلاقة ، فى الصيف الذى قضيته فى بوسطن عرفت الكثير من الأشخاص وأصبحوا أصدقاء لى وعندما غادرت لم يكلفوا أنفسهم عناء الإتصال بى مرة أخرى . الصديق الجيد من الصعب أن تجده ومن الصعب أن تتركه ومن الصعب أن تنساه .

ليس من المفترض أن تنجز كل أهدافك 

تمضى العقدين الأولين من حياتك فى محاولة تحقيق النتائج العالية فى ظروف المدرسة من إختبارات وأبحاث وغيره ، يكون تركيزنا مكثف حول شئ واحد وهو تحقيق النتائج ،انت تحققها أحيانا ً وأحيانا ً لا ، إذا قمت بذلك فأنت عظيم وإذا لم تقم فأنت العكس .

لقد تعلمت أن الحياة لا تسير على هذا النحو فى كل الأوقات ، تعلمت أنه من الجيد أن يكون لديك أهداف والحصول على شئ للعمل من أجله ، عندما كان عمرى 24 عاما ً جلست وكتبت قائمة بالأهداف التى أريد تحقيقها بحلول عيد ميلادى الثلاثين وفى ذلك اليوم وجدت أننى حققت واحد من ثلاثة أهداف وضعتها لنفسى واحزر ماذا ؟ لقد قطعت مسافة كبيرة لتحقيق تلك الأهداف ، لقد تغيرت كثيرا ً عن الماضى من أجل هذا .

ولكن فى الحقيقة أنا فعلا سعيد بهذا ، لقد وجدت أننى وضعت أهداف فى الحياة لنفسى لم أكن أريدها فى الواقع ووضع الأهداف جعلنى أدرك ما الذى أريده حقا ً ، ما هو المهم حقا ً أن أفعله ، ما زلت مسرورا ً بتلك النتيجة التى تعلمتها من تلك التجربة .

أنا مقتنع تماما ً أن بيت القصيد أن تصل إلى 80% من أهدافك و20% الباقية تكون الحكمة التى كدستها من تحقيق 80 % من أهدافك .

لا أحد يعرف ما الذى بحق الجحيم يفعله ! 

هناك الكثير من الضغط على الأطفال فى المدرسة والمدراس الثانوية والكليات وهم لا يعرفون بالضبط ما يفعلونه  وهى تبدأ من الجامعة إختيار المجال ومن ثم تدخل فى المجال وتتعمق وتهبط بعد ذلك فى مهمتك الأولى فى الحياة وهى الحصول على الوظيفة وبعد ذلك يوضع أمامك هدف وهو أن تتسلق الهرم الوظيفى الذى بعد أن تنتهى منه ستكون قد تقاعدت ! ، ويجب أن تصعد على قدر إستطاعتك ، ثم التزواج وإنجاب الأطفال ، ولكنك لا تستيقظ من تلك الدوامة إلا فى الساعة 8 صباحا ً فى العطلات عندما تشرب الفودكا وأنت جالس فى الحديقة وتقول ما الذى ضيعت فيه حياتى بحق الجحيم ، أكان يستحق العناء ؟ !! . 

فى الحقيقة لا أحد لديه فكرة عما يفعله فى سنوات عمره العشرين ، تفقد الفيسبوك لأصدقائك ستجد تلك المناسبات ( وظيفة ، زواج ، إستقبال مولود ، إتمام شهادة ، تكريم فى الشركة ، بعض التوجهات الجنسية ) ، كان لدي صديق فى عمر 23 بدأ فى تسلق هرم الشركة فى مجاله ، وبالفعل بدأ فى التملق إلى المدراء وحصل على الكثير من المال ، صديق آخر لى ذهب من البحرية إلى بيع معدات ركوب الأمواج إلى شهادة فى إدارة الأعمال ، صديق آخر لى توقف عن العمل كعالم بيئى إلى مغنى راب .

نادرا ً ما كان لى فكرة عما كنت أفعله ، الكثير من الرسائل تصلنى ويكون موضوعها عن كيف فعلت هذا ؟ وأنا نفسى لا أجد الإجابة عن ذلك ، الكثير من الناس يريدون أن يعرفوا كيف بنيت عملى ، عندما قررت أن أصبح كاتباً لم يكن لدى خطة عمل أولية والحقيقة أننى لم أكن أعرف أى من تلك الأشياء ، إنه مجرد حدث ، إنتبهت إلى الفرص وركبت الأمواج ، معظم تلك الفرص فشلت بشكل كبير ولكن كنت صغيرا ً حينها ، فى نهاية المطاف كنت محظوظا ً جدا ً بما فيه الكفاية للعمل فى الشئ الذى أحببته وبشكل جيد . 

العالم أوسع بكثير مما تعتقد 

لقد كنت على قدر كبير من الإشمئزاز من الولايات المتحدة وعندما أتيحت لى الفرصة وخرجت من هناك وجدت أن اغلب الناس طيبون ومفيدون ، إذا أردت النصيحة العملية من هذا ، أنصحك إذا كنت تبلغ من العمر 20 عاما ً ، بغض النظر عن الظروف التى أنت بها يجب أن تجد وسيلة للسفر وأن تتحدث إلى أشخاص آخرون وتطلب منهم أن يتحدثوا عن أنفسهم لتتعرف عليهم أكثر ، سوف تتأثر بنمط حياتهم خصوصا ً عندما تكون فى سنوات حياتك الأولى ستجد أنك تكتسب صفات جديدة ومفيدة .

لا أحد يهتم بك  

"لا أحد يهتم لى " فكر فى تلك الجملة لأنها هى التى ستنقذك وتجعلك تفعل ما تريد فى الوقت الذى تريد لتحصل على النتيجة التى تريدها ، فى يوم من الأيام أنا وأنت وكل شخص سوف نصبح فى طى النسيان ، على الرغم مما فعلناه ، فلا أحد يهتم ، ربما بعد مماتك سيعرضون إنجازاتك على التلفاز إذا كنت عظيما ًبحق وغيرت العالم ، وسوف يأتى مجموعة من المغفلين يطلقون على أنفسهم هذه الأيام " النقاد " سيخرجون كل العيوب فى حياتك وسينقسم متابعينك إلى أشخاص سوف تمقتك وأشخاص سوف تمجدك ، فى كلتا الحالتين ، التاريخ سيكتب كل شئ ومن سيأتى بعدنا ويقرأ التاريخ سوف ينتقدك أيضا ً ، لذا ليس هناك سبب لعدم كونك الشخص الذى تريد ان تكونه .

مترجم المقال ( محمد عطا ) : 

إذا أردت أن تفعل شيئا ً جيدا ً فى هذا العالم عليك أن تخدم أهدافك وتتعلم دائما ً وتطور من نفسك لتستطيع أن تتكيف مع البيئة التى تتغير بإستمرار ، أتعرف لماذا لم تستطيع أن تعيش الديناصورات إلى هذا اليوم ، لأنها لم تستأن تتكيف وتطور من أساليبها للحياة الجديدة والصعوبات التى واجهتها ، نفس الشئ عندما تتوقف عن التطور والنمو سوف يصبح من الصعب جدا أن تستمر فى الحياة .