ملامح وجهي غير مرتبة كصورة تذكارية ممزقة ،عيناي لا تفارقان السماء و شعري كنبتة الصبار لاتسرحة له ، أملك أكثر من زاوية في جسمي الشبه منحرف، يداي تخذلانني حتى في المصافحة ...فأصابعي تعانق بعضها البعض و لا تفترق ، ملابسي غير متناسقة كأني ثياب حقيبة سفر مستعدة للرحيل ، حذائي يشبه قارب النجاة المتروك على الشاطئ بدون نجدة ، صوتي متقطع و مرتفع كقطار في عجلة من أمره ، أمشي بدفعة شفقة من خلفي ، أتحرك بستمرار ولا اثبت في مكاني ألبتة كعقارب الساعة بدون ملل أدور في نفس المكان كل يوم ، حلمي يسير ببطئ كعربة بائع الحلوى الذي يجوب الشوارع الضيقة بستمرار بدون جدوى ..كأني مركز الكون و العالم يسبح في فلكي .
أنا ذلك المُعاق الجالس في كرسي ..
لا أريد شفقة من أحد فأنا بدوري أشفق على الحالكم أيها الأصحاء
ما الذي يميزكم عني أو بالأحرى ما الذي تمتلكونه ولا أملكه أنا
لا احتاج كرسي لأمشي ... أستطيع التحرك إن أمسكتم فقط مِقبض أملي
أنا الطبيب و المهندس و المعلم و كاتب ... أنا ذلك الحلم الذي يراود كل واحد منكم
الاعاقة هي جزء مني وليست مشكلتي ...
تفسح الطوابير الطويلة الطريق لي .. والأماكن المزدحمة تتسع من أجلي
مشكلتي هي أنكم لا تفهمون اعاقتكم فتأذونني
أنا راضي عن نفسي ... وانت هل رضيت عن نفسك .
كلنا معاقون ... نحتاج لكرسي الإرادة لننهض
لنجلس معا في الكرسي ... لنتحرك .
-
عبد الدايم رابحيمُجرد كتاب !