لا تحزني يا صغيرتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا تحزني يا صغيرتي

لا تحزني يا صغيرتي (ياسين كاوي)

  نشر في 04 مارس 2016 .

كنت جالسا مع صديقي في إحدى المقاهي نحتسي القهوة المرة لواقع مر، حتى يتسنى لنا أن تندمج مرارة القهوة و هي تتدفق في أمعائنا مع مرارة واقعنا الذي لا يحمل إلى الدقائق السيئة. و إذا بطفلة صغيرة تقترب مني، و طلبت متوسلة لي بأن أمنحها شيء يَطْفَأُ جوعها الذي يتغلغل في بطبها. تمعنت كثيرا في ذلك الوجه الذي يرسوا عليه علامة البراءة و أن ذنبها الوحيد، أنها وَلَدَتْ في هذه الدولة التعيسة، تذكرت أيامي عندما كنت طفل، و همي الوحيد هو أن أستغل وقتي للعب لا أفكر في الاكل، و لا في الشرب لأنني كنت على دراية عندما أعود إلى المنزل أجد كل ما يملئ بطني، كذلك عندما كان يحرمني أبي من لذة لاستمتاع باللعب مع أصدقائي بدافع أنه يجب علي أن أهتم بدراستي، و قارنت نفسي مع هذه الطفلة.. جردوها من طفولتها و الاستمتاع بطفولتها، حتى هي من حقها أن تلعب و تعود إلى المنزل منهكَتْ من اللعب و تجد بأن أمها تركت لها حصتها من الطعام. راودني سؤال لم أجد له جواب ما ذنب هذه الطفلة البريئة؟

طلبت منها الجلوس بالكرسي المجاور و اشتريت لها شيء لتستعيد طاقتها التي نفذت في هذا الوطن البائس.

عندما إنتهت من الاكل سألتها عن أبيها و أمها و هل يوجد لديها أحد من أفراد عائلتها، قبل أن أنهي سؤالي ردت قائلة بأنها لا تعرف أحد سوى أنها وجدت نفسها وحيدة تتجول من هنا إلى هناك، و أضافت قائلة عندما يحل عليها الليل تنام تحت درج إحدى العمارات. إهتز قلبي بسماعي لكلامها لم أعد أعرف نفسي. ألهاذ الحد أصبحت قلوبنا قاسية؟ لماذا دائما نسبب في تشرد الاخرين؟ ما ذنب هذه الطفلة مكانها ليس الشارع... عوض أن تتسكع في الشوارع تبحث عن الاكل كان يجب أن تكون في المنزل مع أمها و أبيها أو تراجع دروسها.. لماذا لا تبني هذه الدولة ببناء مراكز للأطفال ألمتشردين عوض السجون؟ أم ان هذه الدولة فقط تهتم بالمهرجانات و أين الجمعيات التي يتكلمن عن الحقوق و الحرية و المساواة أليس هؤلاء الاطفال أولى بهذه الحقوق؟

قبل رحيلها حكيت لها بعض النكت حتى تبتسم، و أرى تلك الابتسامة البريئة على شفتيها و أجلستها بجانبي أخفف عنها شيء من الهموم،قبل رحيلها تمتمت قائلة شكرا!! شكرا يا عمي!! احتضنتها و أخبرتها بأن تسمعني بتمعن و قلت لها بأن تحاول أن تتعلم شيء او تقوم بالعمل في اي شيء. و أضفت قائلا بأنها لن تجد في هذه الدولة التعيسة من يحتويها او يحن إليها بكل بساطة الكل مشغول بجمع المال. لأننا أصبحنا في عالم أصبحت فيه قلوبنا أشد قسوة من ألفولاذ و لن يكترث لها أحد، (أين تسكن هل في المنزل،أو في الشارع، هل تدرس أم لا هل لديها أبويها لم هي يتيمية.) و ذهبت و في وجهها تلك الابتسامة الجميلة، لكن لن تدوم لها تلك الابتسامة. 



   نشر في 04 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا