صوت طيور النورس دائماً ما تصيبني بالقلق.

كم هو جميل التيهان حين يأتي مع سبق الإصرار، فهو شيء مريح وغامض ربما لأننا لا نستطيع أن نتحدث عنه بانفتاح أمام الآخرين لأن ليس له مذهب محدد، ولا يسير على وتيرة المنطق ولكنه يبقى كأمنية في ثنايا القلب، نتواصل معه روحياً لكي لا يخرج للواقع ويتعرض للتغير الجذري، لأننا لا نريد أن نرمي أنفسنا إلى أحاسيس نحن بالغنى عنها.

هو شيء يشبه سراب السعادة، يدخلنا إلى أزمة بالغة في المشاعر لأنه يتلاشى بداخلنا بشكل لين للغاية، ربما ذلك يقلل من مستوى الوعي لدنيا ولكن بنفس الوقت هناك أمور قيمتها لا تقاس لأن لها صدى قوي يأخذ عنا العبء لبعض الوقت فننجو خلالها من قلة الاستيعاب، يكفينا أن ننهك أنفسنا في إعداد التفاصيل فالسبات مهما طال لا يُدخل المرء بسذاجة مميتة.

صوت طيور النورس تقلقني لأني أشعر بأنها لا توحي إلا بالفقدان.

حسناً... كنت أحب أن أشرب باقي القهوة التي بقيت في فنجانه .. ولكنها سريعاً ما تسلب مني قناعاتي، لكني أحب رائحتها لذا كان علي بالمجازفة، ولكنها تأخذ مني كل فرصة للإنكار ولا تعرف للصحوة درباً، يا إلهي لم تزدني تلك الرجفة إلا تعقيدا، مع أنهم يقولون بأن القهوة تبسط كل ما هو معقد، وتجلب أحاديث طويلة يملئها الشرود، ولكنني أُضيع الخطايا في كل مرة، ربما غارقة أنا في إدمانها.

هل يعتبر السرحان المقصود مرض موسم الخريف.

أظنه يلازم كل فصول السنة ولكنه متواجد بشكل مزدحم في أكتوبر .... لله درك يا أكتوبر سرقت كل العمق واللين والرائحة الجميلة من زملائك