بين الرحيل و البقاء .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بين الرحيل و البقاء ..

  نشر في 03 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

حزين انا ...

حزين انا... ويا ليت الحزن يزول بعد الرثاء .... مشتاق انا قبل الاشتياق مكتئب انا وإكتآبي كل يوم يقتل بداخلي الكثير من الاشياء

سمعت الكثير  من الناس يقولون و هم مقدمون على الرحيل ..ان لا شيء هنا يستحق  البقاء.. عكس ذلك فانا ارى الكثير من الاشياء التي تستحق منا الوفاء 

ولكنني و مع الاسف لا استطيع الرحيل ولا البقاء ...

معلق انا بين الباء والراء ..بين  الضحك  والبكاء..

 يزداد اشتياقي كل يوم الى هذا المنزل.. و الى تلك الشجرة الشامخة بكبريائها في السماء الى تلك الجذوع الضخمة و الى   تلك الاغصان المتداخلة في الفضاء... وحتى الى تلك الطيور المزدحمة في الاجواء ...حين نشتاق ويمتزج إشتياقنا  بالجنون نصير  بلا عقول فترانا نشتاق  الى صوت العصفور الذي  كان يداعب اغصان الشجرة  كل صباح نشتاق  الى رائحة القهوة المنبعثة  كل مساء ..نشتاق  الى كل ما يحدث بين كل صباح ومساء ...

فنحن الى الابواب والنوافذ الى تلك القضبان والادراج ..والجدران ..

حتى الى ذلك السطح الذي كان بالامس ملجأ نلجأ  اليه حين تضيق بنا  الغرف وتخنقنا الحياة ...

 على صراخ المنبه افيق  كل يوم باكرا ...مع بروز اول خيوط للفجر أوضب اغراضي بسرعة ... أخبيء بين ثيابي   رسائلي و احلامي و اعذاري..

و زجاجة  عطر اهدتها لي  جدتي بعيد ميلادي...

مع كل سقوط للشمس و زوال للضوء ..احزم حقيبتي  و اعلن عن بدايه رحلتي ...

كنت كل يوم اظن انه  اليوم الاخير لي بهذا المنزل وهذا الوطن ...

 اضع كل صباح فوق تلك  الطاولة بتلك  الزاوية .. رسالة  بلا عنوان ..

فرسالة  الوداع تاريخ بلا ارقام ..

رسالة الوداع حروف عارية بلا ثياب  و طلقات رصاص تخترق الفؤاد ...

 يا ترى  أيمكن ان نكتب شيئا عن الحريق بداخلنا.. عن بقايا الحروب باعماقنا...أ يمكن حقا ان نكتب حين يصبح القلم مقصلة لحروفنا ..و تصير الورقة  مقبرة ندفن  بين سطورها مشاعرنا و كلمات الوداع الاخيرة .. 

هي كلمات نعجز عن قولها او حتى على وضع النقاط فوق حروفها ...

ايمكن هذا حقا ..


  • 7

  • Abdelghani moussaoui
    أنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
   نشر في 03 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

آلاء بوبلي منذ 6 سنة
كتاباتك جذبتني ، رائع .
1
Abdelghani moussaoui
و مرورك كان أجمل..
سعيد لسماع هذا حقا شكرا جزيلا ...
تحياتي .
سراب عابر منذ 6 سنة
شكرا على هذه الكلمات الجميلة. لامست قلبي بالفعل. جميل اني لست الوحيدة المعلقة بين الباء و الراء!
1
Abdelghani moussaoui
ههه...نعم كلنا هكذا معلقون ..بين الرحيل و البقاء ... سعيد لسماع هذا حقا ... فكلماتك حقا جميلة ..
و مرورك كان أجمل ....شكر ا على كرمك .. و مرورك العطر ...تحياتي
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
قلمك رائع عبد الغني ،تستطيع ان تترجم احساسك الى كلمات تشد القارئ ارجو لك كل النجاح في كل ما تقوم به يا فنان.
3
Abdelghani moussaoui
سعيد لسماع هذا ..من صاحبة ذوق مثلك ...
شكرا لوقوفك عندكلماتي البسيطة ...و تعليقاتك الداعمة ...و تمنياتك الرائعة ..
اتمنى لك كل التوفيق ..لك مني الف تحية ..
creator writer منذ 6 سنة
انّي بالفعل أشتاق الى ما كان ،،
4
Abdelghani moussaoui
لكل منا بداخله قصة إشتياق ..و حنين الى اشياء ذهبت يتمنى ان تعود ...
مرورك الرائع ..و كلماتك رغم بساطتها ..انّي بالفعل أشتاق الى ما كان...
الى انها في نظري مشروع و عنوان ..قصة او رواية .. شكرا لدعمكم المتواصل ..
creator writer
يعجبني ما يخطّه قلمك وما تعبّر به من افكار بسلاسة وصعوبة في ذات الوقت .. استمر في الكتابة وسأحاول ان اقرأ ما تكتبه باستمرار .،
Abdelghani moussaoui
شكرا لسخائك و عطائك ..
اتمنى ان اكون في مستوى تطلعاتكم ...
شكرا جزيلا على دعمك المتواصل ..تحياتي ..
ايمكن هذا حقا .؟؟؟ لا ... لا
لا يمكن وصف مدى براعتك يا فنان والله حقا ترسم بالفرشاة... والكلام...ادام الله عليك الابداع . عبد الغنى
3
Abdelghani moussaoui
ذوقك الراقي استاذ.. .و نظرتك الجميلة الى الكلمات
شكرا لدعمك المتواصل ..فالمتذوقين للفن مثلك هم قلة قليلة ..شكرا جزيلا ... تحياتي الى شخصك الكريم

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا