حزين انا ...
حزين انا... ويا ليت الحزن يزول بعد الرثاء .... مشتاق انا قبل الاشتياق مكتئب انا وإكتآبي كل يوم يقتل بداخلي الكثير من الاشياء
سمعت الكثير من الناس يقولون و هم مقدمون على الرحيل ..ان لا شيء هنا يستحق البقاء.. عكس ذلك فانا ارى الكثير من الاشياء التي تستحق منا الوفاء
ولكنني و مع الاسف لا استطيع الرحيل ولا البقاء ...
معلق انا بين الباء والراء ..بين الضحك والبكاء..
يزداد اشتياقي كل يوم الى هذا المنزل.. و الى تلك الشجرة الشامخة بكبريائها في السماء الى تلك الجذوع الضخمة و الى تلك الاغصان المتداخلة في الفضاء... وحتى الى تلك الطيور المزدحمة في الاجواء ...حين نشتاق ويمتزج إشتياقنا بالجنون نصير بلا عقول فترانا نشتاق الى صوت العصفور الذي كان يداعب اغصان الشجرة كل صباح نشتاق الى رائحة القهوة المنبعثة كل مساء ..نشتاق الى كل ما يحدث بين كل صباح ومساء ...
فنحن الى الابواب والنوافذ الى تلك القضبان والادراج ..والجدران ..
حتى الى ذلك السطح الذي كان بالامس ملجأ نلجأ اليه حين تضيق بنا الغرف وتخنقنا الحياة ...
على صراخ المنبه افيق كل يوم باكرا ...مع بروز اول خيوط للفجر أوضب اغراضي بسرعة ... أخبيء بين ثيابي رسائلي و احلامي و اعذاري..
و زجاجة عطر اهدتها لي جدتي بعيد ميلادي...
مع كل سقوط للشمس و زوال للضوء ..احزم حقيبتي و اعلن عن بدايه رحلتي ...
كنت كل يوم اظن انه اليوم الاخير لي بهذا المنزل وهذا الوطن ...
اضع كل صباح فوق تلك الطاولة بتلك الزاوية .. رسالة بلا عنوان ..
فرسالة الوداع تاريخ بلا ارقام ..
رسالة الوداع حروف عارية بلا ثياب و طلقات رصاص تخترق الفؤاد ...
يا ترى أيمكن ان نكتب شيئا عن الحريق بداخلنا.. عن بقايا الحروب باعماقنا...أ يمكن حقا ان نكتب حين يصبح القلم مقصلة لحروفنا ..و تصير الورقة مقبرة ندفن بين سطورها مشاعرنا و كلمات الوداع الاخيرة ..
هي كلمات نعجز عن قولها او حتى على وضع النقاط فوق حروفها ...
ايمكن هذا حقا ..
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
لا يمكن وصف مدى براعتك يا فنان والله حقا ترسم بالفرشاة... والكلام...ادام الله عليك الابداع . عبد الغنى