منظورنا للحياة ينطلق من أرواحنا , إن كانت هاته الأخيرة مختلطة بسواد مزاجياتنا غطت على عيوننا بغشاوة فنحسب أننا في ليل لجّة حجب ضوء القمر, إنما هي عيوننا التي لا تبلغ ذلك الشعاع المستتر, فتنزوي آمالنا بعيدا و تتجرد نفوسنا من جماليّاتها وتضيق مطوّقة على أنفاسنا بقيود الهم و الغم
كذلك إن كانت مزخرفة بألوان الأمل رأينا في اليابس بداية حياة فغذيناه حبا و دفئا حتى غدا روضة جوّادة , فإذا بعطايانا ربت وأمطرت علينا أضعافا, فتُنعش دخاليج أرواحنا تحت جناحي ودّها و كرمها
هناك من الناس من أقام على حدود نفسه أسوارا شامخة من البشاعة و لا يكاد يرفع رأسه من مداس قدميه حتى يغمره الظلام المحيط به من كل جانب فيجلس كئيبا ينتظر دقَّ ساعة موته البطيء
و آخر من يرى كل شيء جميلا لأنَّ أدقّ تفاصيلها خُطَّ برونقة نفسه فما ينفك ينشر على العالم جمالا حتى يُخيَّلُ للناس أنَّه مركز الجمال الكوني
إنّ الشخص الجدير بلقب الحياة هو من يبحث عن الجوهر الدَّفين في كلّ شيء تطاله عيناه, فينفض عنه الغبار الذي يحجب لمعانه و يسقيه شربة من حب تزيد بريقه و توهجه فيسطع بشرى للعالمين
كذلك الإنسان إذا ما كان على وصال مع أرواح جميلة فإنه يمسه شيء من شعاع الأمل المتدفق مع نبض هؤلاء, فيعيش تفاصيل حياته هانئا راضيا بقسمته مؤمنا بحسن تدبير ربه الذي خلق كلّ شيء جميلا
صاحب من يتيح لك النظر إلى ألوان الحياة المخمدة خلف أنقاض اليأس , من يحوّل حياتك إلى جنة بعد أن كانت مقفرة و أفض عليه من بحر ودّك لتغذي طاقته التي تشحذ آمال العالمين
بل و لم لا تنفض عن نفسك ترسبات حياتك و تكون أنت هذا الشخص فتغدق على من حولك عطايا و خيرا
التعليقات
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر النفوس نفس يؤوس
يتمنى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى
ان ترى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
وإذا ما أظل رأسك هم
قص البحث فيه كيلا يطولا
أيها المشتكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا
شكرا عزيزتي على شحنة الأمل التي أدخلتها على قلبي هذا المساء. تحياتي لك