سلام الله عليكم أحبائي و أعزائي متابعي برنامج نقطة إستفهام
البرنامج الذي يهتم بمعالجة القضايا العالقة بمجتمعنا العربي عامة و الجزائري خاصة ، و يحاول إزالة كل نقاط الاستفهام ..
معنا و كما عودناكم المحلل السياسي و الناشط بجمعية الشباب السيد كمال موساوي..مرحبا بك السيد كمال..
مرحبا بك آنسة فوزية ..
و بالجهة الأخرى نرحب بضيفنا الجديد السيد أنيس أوقاسي...
مرحبا بك أنيس ببرنامجنا ...و شكرا على تلبية الدعوى
مرحبا بك ، هذا من دواعي سروري ..
بحلقة اليوم اعزائي المشاهدين سنتحدث عن ظاهرة إستفحلت في الآونة الأخيرة و إنتشرت بسرعة في اوساط الشعب الجزائري ، مستهدفة فئة الشباب منهم ، ظاهرة الهجرة الغير شرعية او الحرقة كما يطلقون عليها ..
لهذا أتينا اليوم ببرنامجنا هذا بعينة من عمق الحدث
الشاب أنيس اوقاسي هو شاب جزائري حاصل على شهادة الماستر في علوم الحاسوب ، أمضى خمس سنوات بلا عمل إصطدم بالواقع الصعب من جهة و الأزمة التي كانت تمر بها البلاد في تلك الفترة من جهة أخرى ، فلجأ الى الهجرة رغم معرفته المسبقة عن مدى خطورة تلك الرحلة ، هاجر في النهاية بقارب رفقة أصدقاءه الى فرنسا و دخل إليها بطريقة غير قانونية ،أمضى سنوات هناك وحقق ما لم يستطع على تحقيقه هنا بوطنه... و عاد يحمل يجر أذيال النجاح و ليس الخيبة كما كان يظن البعض ..
السيد أنيس بإختصار كيف كانت رحلتك تلك و ماهي الأسباب التي دفعتك للقيام بتلك الخطوة التي قد يراها البعض مجنونة نوعا ما
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، في البداية ، أحييك و احيي الحضور الكريم ، و أشكركم على إستضافتي بهذا البرنامج الرائع ..
قصتي هي قصة كل شاب جزائري لازال يقاوم ..درست مثل كل جزائري و تخرجت بعد أن بذلت جهدا كبيرا ، إجتهدت و تعبت لأكون من الأوائل في دفعتي ، كنت أظن أني نجحت و سأحقق حلمي ، شاركت في الكثير من المسابقات ، و لكن الوساطة كانت تلعب دورها في كل مسابقة ، مرت خمس سنوات و لم أحصل على أي وظيفة سواءا بمجالي او بمجالات أخرى ، و مع الواقع البائس و الضغط العائلي ، يئست و تحطمت ، و لم أجد من غير الهجرة بديل
إتصلت بصديق لي يعرف أشخاصا يعملون بهذا المجال ..
قاطعته المقدمة قائلة: ألم تكن خائفا الم تفكر في عائلتك.؟
في الحقيقة كانت رحلة شاقة و كابوسا مرعبا لا أتمنى لأي شخص أن يعيشه ، .أما عائلتي فلم أخبر أي شخص ، فحين يتربص بنا الحزن و اليأس ، نتخلى عن كل شيء و نترك حاضرنا و ماضينا جانبا .و نفعل كل شيء لنبتعد أكثر و أكثر
تخليت عن كل ما أملك ..عن أشياء عن أشخاص كانوا يعنون لي الكثير
بالجانب الآخر بصوت حاد قال كمال متدخلا : لماذا تخليت عن وطنك و ما الشيء الذي لم تجده هنا لتغادر الى الضفة الأخرى و بهذه الطريقة ، هاربا من مسؤولياتك إتجاه عائلاتك و وطنك ، و في النهاية تأخذ دور الضحية ..ألم يمنحك الوطن الرعاية و الأمن و حتى الشهادة ..
عذرا سيدي أحس أن بكلماتك شيئا من الإهانة ، فأنا من البداية لم أنتظر شفقة من أي شخص ، لم أطلب يد العون حتى حين كنت أغرق ، واصلت التجديف ، و السباحة الى أن وصلت ليابسة الأمل..
قلت الرعاية و الأمن لا أنكر هذا و لا أنكر فضل الوطن علي ، و لكن عن أي شهادة تتحدث ، أمضيت ثمانية عشر عاما أحلم .. كنت أعيش في كذبة ، بل مسرحية كنت الضحية في كل دور بها .نعم كنت الضحية ..
و كمكافأة او كتعويض عن ذلك منحوني في النهاية شهادة تثبت بأني كنت من البداية الأحمق الوحيد بتلك القاعة ..
أخبرني حضرتك ، ماذا سأفعل بتلك الورقة الرثة ..بدون وساطة بدون أموال ..ماذا سأفعل بهذا البلد .
نحن نختنق هنا أما من أحد يحس بنا ...أما من أحد يسمع صراخنا ..
تدخلت مقدمة البرنامج مقاطعة ، محاولة إزالة الجو المكهرب بينهما ، السيد كمال ماهو رأيك في هذه الظاهرة التي إنتشرت بقوة وسط أوساط الشباب الجزائري ، بما أنك قريب من فئة الشباب و ناشط بجمعية الشباب الجزائرية
سلام الله عليكم، بصفتي محللا سياسيا و ناشطا بجمعية الشباب ، وقريبا جدا من هذه الفئة التي تأخذ نصيب الأسد من مجتمعنا الجزائري ، فإنني ضد هذه الخطوة الغير مسؤولة من شباب فاشل غير مسؤول ، يرى في الدول الغربية ما لا يستطيع رؤيته ببلده التي تسعى جاهدة لتوفير مستقبل مشرق لأبناءها
قاطعه أنيس متحديا : عن أي مستقبل تتحدث سيادتك ، وعن أي إشراق تقصد بكلامك هذا ، فأنتم السياسيون تجيدون الحديث فقط فأنتم لا ترون حجم الحزن و الظلام القابع بداخلنا نحن الشباب ،
مهمشون منذ الصغر لم نحظى بطفولة مثل كل طفل بالعالم ، كبرنا و إكتشفنا أننا كنا نعيش كذبة فقط و كنا ندرس لأجل أن نكون إجتماعيين لا أكثر ، لنكون مسالمين لا أكثر ، لنتعلم الركوع و الخضوع لا أكثر
لنصفق للصوص الوطن وهم يسرقون المستقبل منا ، وهم يحرقون الحلم أمام عيوننا .. و نهتف لهم مثل الحمقى لا أكثر ..
تدخلت المقدمة فوزية و هي تلقي بنظرةسريعة على الساعة بمعصمها قائلة :
لم يبقى الكثير على نهاية البرنامج ، السيد أنيس ماذا إستفدت من تلك الرحلة خارج الوطن ،.و ماذا تستطيع أن تقول لكل شاب جزائري يتابعك عن تجربتك تلك ..؟
في الحقيقة لقد إستفدت كثيرا من تلك المغامرة كما أسميها ،
و تعلمت منها الكثير الكثير ، تعلمت أن أعتمد على نفسي في مجتمع غريب ، تعلمت كيف أكافح لأجل حلمي و إستطعت أن أثبت جدارتي بذلك البلد الغريب ، فهم لا ينظرون الى الفرد و لا لأصله أو إنتماءه ، هم يركزون على مواهب الفرد و قدراته ، يبحثون عن الدافع بداخلنا و يدعموننا لنحقق أهدافنا ..هم مختلفون تماما عن الطغاة و الظالمين الذين عرفتهم ببلدي لهذا كنصيحة مني لكل شاب جزائري ، و لكل عربي ، إسعى وراء حلمك حتى و لو كنت تراه خارج وطنك ، واجه العالم بأسره لأجل أن تحققه أو تحقق شيئا منه، غامر و تحدى ، أركض و إقفز و تفادى كل العقبات ، أنظر الى الحلم أمامك ، ركز عليه و حاول بلوغه
فإذا كنت تعتقد ان المغامرة خطرة فأقول لك جرب الروتين إنه قاتل
في النهاية أتمنى لكل شاب النجاح بمشواره ، فالنجاح هو أفضل إنتقام من مجتمع عنوانه التهميش ..
ختمت مقدمة البرنامج حصتها قائلة : شكرا لك السيد أنيس على أفكارك و نصائحك المستوحاة من عمق التجربة ..
الشكر موصول إليك السيد كمال على تفاعلك و حظورك البارز ، لقد إستفدنا كثيرا بهذه الحلقة رغم تضارب الآراء و إختلاف وجهات النظر ، أتمنى أن يستفيد المشاهدون بدورهم ، أراكم في عدد آخر من حصة نقطة إستفهام ، مع موضوع آخر .أشكر الحضور على تفاعلهم أشكركم أعزائي المشاهدين على حسن إصغائكم .
في أمان الله ...
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
#إسعى وراء حلمك حتى و لو كنت تراه خارج وطنك ، واجه العالم بأسره لأجل أن تحققه أو تحقق شيئا منه، غامر و تحدى ، أركض و إقفز و تفادى كل العقبات ، أنظر الى الحلم أمامك ، ركز عليه و حاول بلوغه # أعجبنى هذا النمط من الحوار ...
أعجبتني جملتك:و كمكافأة او كتعويض عن ذلك منحوني في النهاية شهادة تثبت بأني كنت من البداية الأحمق الوحيد بتلك القاعة ..
منظومات تعليم فاشلة بدون آفاق
أتفق مع بطلك في أغلب النقاط..ليس على الشباب أن ينتظر شيئا من هكذا حكومات..ضع حلمك أمامك..إعمل ولا تلتفت..كل الأرض لنا وطن ..أنا ضد منطقة الأمان..أكرهها!
لم أستسغ لفظة انتقام في نصك..النجاح هدية منا لذواتنا..لا نريد أن ننتقم من أحد ولا من وطن..نريد أ نحقق الحلم..ونسعد!