ما الدنيا إلا مجموعة من المتناقضات ينقض بعضها بعضا ...فما بين عسر ويسر وفرح وحزن ... وبين بحبوجة الحياة وشدتها .. نحيا ... تمر بنا أزمة تلو الأخرى .. تنقلنا من حالة الإستقرار والهدوء إلى حالة من الهياج والثوران ... نقاوم لنستطيع الحياة فبدون المقاومة نموت ... هكذا وضع الله ناموسه فى الأرض ... فلا خروج لنا منه ولا انفصام لنا عنه.
نتقلب فى هذه الحياة بين مجموعة من الأزمات والمعوقات التى تقف حائلا بيننا وبين أحلامنا وآمالانا ... فلا بد من المرور بحالة اللا استقرار .. لننعم برغد الحياة وهنائها ... وقد قال الله سبحانه وتعالى "لقد خلقنا الإنسان فى كبد" ... وقد أكدت لنا الحياة هذا المعنى بلا كلل منها أو ملل ... فهل من متدبر؟!
سنن الله تنطبق على كل كبير أو صغير فكل شيئ تحت يده يصرفه كيف يشاء ... فكما تنطبق هذه السنن والقوانين على الإنسان ... فقد انطبقت على الكون من قبله ... واطبقت على الذرة نفسها ... فمن يتأمل تكوين الأرض يجد أنها نشأت نتيجة تصادم الشظايا الخارجة من تكوين الشمس ... فلولا التصادم لما تكونت ... حتى المركبات الكميائية لا بد أن تمر بحالة وسطية يفقد المركب فيها استقراره لكى تصل إلى حالة أكثر ثباتا.
كل شيء فى هذا الكون يخضع لقوانين واضعها ... من الأجسام العملاقة إلى ضئيلها ... وكذلك نحن نخضع لسنن المسن فى حياتنا وبعد مماتنا ... فسيمر المؤمنون من فوق صراط مضروب على سطح جهنم ليعبروا إلى الجنة ... فلتصل إلى الجنة لابد أن تعبر على الجحيم.
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.