كانت تحب الألوان الكئيبة تلك الألوان المفضلة لقلبي كالرماي والأسود والأزرق، تعشق لوحات فينسيت فان جوخ وفي قائمة أغانيها المفضلة أقسى أنواع العزف الحزين، "غريبة" دائمًا ما يطلقون الناس عليها هذا الأسم لأنها حقًا كانت غريبة عنهم ليست كفتيات عمرها، لم تهتم يومًا بجذب الرجال بأنوثتها لم تفكر يومًا في الزواج وفي مجالس النساء والنميمة التي تسيطر على أحاديثهن كانت تبتعد هي وترحل، لم تهتم يومًا بحضور الحفلات الأفراح ولم تحب التجمعات العائلية، كانت إنطوائية بشكل لافت يمكن إتهامها بالغرور بالتعالي والتكبر ولا مانع إن شكك أحد في سلامة عقلها وإتهمها بالجنون، كانت تلتزم الصمت العميق لأنها تدرك إن كلماتها لن يفهمها أحد لم يحدث ورأها أحد وهي تبكي كانت دائمًا ثابتة وجامدة البعض يراها تافهة والأخر يراها غامضة لكن الجميع أجمعوا إنها غريبة، غريبة جدًا عنهم لأنها وببساطة إنطوائية مختلفة تنتمي لعالم من الموسيقى والروايات والكتابات التي لا يقرأها أحد ،
أحيانًا لا نحتاج الا لشخص يرانا كما نرى أنفسنا، يعاني مثلنا من الوحدة من الغربة ويفهم معنى ان يتألم قلبك وانت في قمة الثبات، أحيانًا لا نحتاج الا لمن يهرب معنا من التجمعات السخيفة إلى مكان أكثر أمان وهدوءًا بعيدًا كل البُعد عن صخب العالم، ان لا يشعرنا إننا غرباء او مجانين، أحيانًا نحتاج لشخص يحب ألواننا الكئيبة ويستمع معنا لموسيقتنا الحزينة ويشاركنا لحظات إكتئابنا ويرى ان عزلتنا وإنطوائيتنا أمر طبيعي في عالم لا يعرف الا النفاق والمجاملات، أحيانًا نحتاج لمن يشبهنا في الحزن والسوداوية والأكتئاب
كانت تشعر بالغربة والحزن إتهموها بالجنون والغرابة وكنت أشعر باللا إنتماء والأكتئاب وإتهموني بالهرطقة والجنون، كنا نشعر بالحزن والغربة والأكتئاب والتعاسة مع الناس
ولهذا السبب بقينا معًا سعداء جدًا في عالمنا الاصفر الدافيء، تعساء جدًا في عالمهم السخيف المزيف.......
-
No nameWhenever you are creating beauty around you, you are restoring your own soul