أثمة أنا..
متهمة بالإنجراف في سيول صمت مقهور،أرتشف قطرات أحرف مبعثرة ترجو تحقيق الوعود،حارقة لأوراق الوجود وأخشى أن العدم مكتوب بدفاتر بقلم الخلود...
كل ما أحتاجه كأس محرم من الحروف...بضع رصاصات وشهقة فيها تدنس نقاء ورقة كانت مطهرة...ذالك كل ما أحتاجه...! ولكن كل ما أسمعه ليس سوى قرع الطبول،كل ما أجده ليس سوى فحيح الحروب،كل ما أراه ليس سوى جثث ورق مكتوم...الكلمات ستكون ضحلة،الصمت يصبح غيمة جرداء ولا يزال القحط يلعب بعقلي لن يتركني حتى يلتهم كل إنش من فكري ويزدحم كل ذالك في سرمدة صدري ولا مخرج من هناك غير الجحيم أو مطر تبتل فيه عروقي وتنتشي....
بإسهاب بعيد عن الإطناب،بلا عجز وٱستيعاب، تتوقف عن الوجود وتسخط بكف الرب..كل ما تسمعه سيكون همسا ستحركك الأحرف كمثل شيطان بعث من عظم وتين،
بثماني وعشرين قلما من حروف سوداء...تولد من نور الملائكة الممزقة!...تكتب الوحي بيمينك وتوسس تميمة وشعوذة لطلامس بيسارك ..ليس لديك أي خيار إما ان تبتلع الورق المكتنز في حنجرتك لإشباع صوت الحرب حولك أو تجثو على قدميك منصاعا لشياطين كلماتك...كل شيء ينذرك بغطرسة ووطيس من شنار...
بين هذه السطور ستكشف حجم الخسائر الفادحة،الأمر أشد من أن يكون حربا مجردة لأحرف تبحث عن منتهها،كان الأمر ملحمة!...تسرد لك كيف يمكن أن تجعلك الأحرف شططا، آهات، تتوالى، تتوارى، تتجاثم على صدرك كحجر بيت مرصوصة....تسرد لك نهايتك...
أستدمع مناجيا في محاولة لإيقاف نزف الأقلام، هانت أطياف الكلمات، فالتبركها السموات، الحرف في نبض الورق كجيش لا يتقن النزال! تقرع حجرات قلبي الفارغة والممتلئة بالفجوات...
بالنهاية ننهي أحاديثنا بنقطة،نجهض أحلامنا بورقة وعلى طيفها يقف غراب أبيض بنبوءة سوداء يقتل جنينا يتكور في أحشاء الورق! وأستكين رشفة من هذا الكأس! كأسا دامي مقطرا بطعم الأرق...
التعليقات
كما اوجه لك الدعوة لقراءة مقال "حدود بلا وطن" وكذلك "وطن بلا حدود "على صفحتى
فهل تقبلين الدعوة ؟ .. اسعد بمتابعتى لمقالاتك شكرا جزيلا