إلى زارع السعادة , تحيات قلوبنا لك .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إلى زارع السعادة , تحيات قلوبنا لك ..

مهمته شاقة بلا شك , بحثه عنك ليمنحك جزءاً من سعادة لطالما إنتظرتها قد يستغرق وقتاً طويلاً ليجدك ولكن .. إن صادفته إمنحه بعضاً من سعادتك قبل أن يمنحك إياها كنوع من الترحيب به ..

  نشر في 13 ماي 2018 .

قيل كثيراً أن السعادة هي نعمة وهدف نبيل لن يصل إليه إلا من إستحق الوصول لها حقاً , وإن كانت السعادة هدف نبيل فمن يُلقي بها في قلوبنا الهشة هو النُبل ذاته ..

من له القدرة على تحقيق هذا الهدف صعب المنال بغمضة عين يستحق منا ومن قلوبنا التي لطالما كانت خاوية جافة كالأرض البور المُتعطشة لقليل من الماء لتُروى ويدُب فيها الحياة من جديد هو بلا شك هدية من الحياة جاءت لنا على هيئة بشرية قد تراها للمرة الأولى في تلك الحياة التي تُنافس جفاف وقسوة قلوبنا إلى حد كبير , وأحياناً تتغلب على تلك القسوة فتُعلن عن عصيانها لما يسمى بالإنسانية وإحتياجتها من السعادة والحب والرضا وكل ما يؤدي بقلوبنا في نهاية المطاف إلى إعادة نبضه من جديد دون صعقات كهربائية في إحدى المستشفيات القاهرية الكُبرى ..

هل وجدت يوماً من إستطاع أن يمنحك تلك النعمة التي أوجدها وخلقها رب الكون في عالمنا لتفيض علينا بمشاعر الجمال والراحة والحياة التي تستحق أن تُعاش ؟ , هل صادفت هذا البشري الذي يستطيع أن يزرع بتربة قلبك بذور السعادة والفرح والمرح ويبعث لقلبك روحه الضائعة في زحمة حياته المزعومة ؟ , قد تكون وجدته وصادفت ذات مرة وأخذت منه ما استطعت من مخزونه الخاص الذي وبرغم خصوصيته يستطيع أن يتحول إلى مخزون عام يُمنح لمن يُريد دون إنتظار مقابل أو إنتظار لدفع ثمن أخذك له كما تفعل في شراء مخزونك الغذائي من السوبر ماركت كل أول شهر , منحك كل ما أردت وفوق ما أردت بمراحل أيضاً وتركك بعدما إطمئن أن مُهمتك قد إكتملت على أكمل وجه ولم يتلقى منك كلمة شكر حتى نظير تلك الخدمة عظيمة الأثر على قلبك ونبضه وحياته وحياتك وحياة من يعرفك أيضاً !! , فهل سألت نفسك في لحظة مواجهة بسيطة يوماً ما عن هوية هذا البشري الغريب ؟! , من هو يا ترى ولما يتطلع لتحقيق نتائج أكبر و أكبر لحظة بعد لحظة بما يزرعه في قلوب البشر وما يمنحه من مشاعر إيجابية يمكنها بكل سهولة أن تُبدل الحياة إلى جنة على أرضها !! , با له من إنسان , حقاً هو ليس ببشري والسلام , فكلنا بشر ولكن وحده من يستطيع أن يؤثر ويمنح ولا ينتظر هو الإنسان الحق وكما يجب أن يكون ويُقال عليه , بل إن لقب إنسان قد يكون بالقليل عليه وعلى هذا العمل الذي لا يُضاهيه إنسانية أخرى ..

تحتاج من وقتك بعض الشئ لتتساءل بخصوصه فهو حقاً يستحق منك التقدير , أو بعض التقدير إن كنت لا تجده هاماً " بوجهة نظرك التي تُحترم ولكن لن يُقتنع بها !! " .. كُثر هم من يمنحوا تلك الخدمة , كُثر هم من يستقبلون تلك الخدمة بصدر رحب ونفس تفيض بسعادة مثل تلك السعادة التي يمنحها هو , كانت سعادتهم حينها لأنهم قد وجدوا أخيراً من يمُن عليهم ويشعر بنقص قلبهم من فيتاميناته التي لا يقوى على العيش دونها , مجرد شعورهم بأن هناك من يبحث عنهم هنا وهناك وفي أزقة الحياة وطرقاتها وداخل مساكنها كفيل أن يُعيد تشغيل مصنع سعادتهم مرة أخرى بعدما توقف لظروف إنسانية عصيبة كادت أن تهدمه لتراكم ضرائب الحياة عليه !! , ولكن مُمول السعادة قد أتى أخيراً ليُعلن عن إفتتاحه من جديد وبأحدث المعدات من الجمال والراحة ..

يالها من مهمة شاقة ومُثمرة أكثر من صعوبتها , فتخيل معي الآن إنسان لا يعرفك ولا يعرف ملامحك ولا من أين أتيت وما هو إسمك وسنك وهويتك ولكنه قد دق على بابك طالباً منك أن تقبل طلبه منك في منحه لك كم وفير من مخزون سعادة يوزعها كنوع من التصدق الإنساني , لن تجد في يدك شئ سوى أن تُمدها لها لتُلقي عليه تحيتك الخاصة , تحية من بشري أراد أن يصبح إنساناً بمعاني السعادة إلى إنسان زادت فيه إنسانيته كل لحظة أضعاف مُضاعفة والفضل كله يرجع لقبولك لطلبه البسيط المحتوى العظيم الأثر والنتائج ..

فكن على موعد لإستقباله أي ساعة بداية من الآن , قد يأتيك اليوم , غداً , بعد سنوات , ولكن وإن طال الإنتظار فلا تجزع , فتأخيره بسبب كثرة توزيعاتها التي يقوم بها وحده دون مرافق يساعده على حمل هذا المخزون العملاق , حتماً سيأتيك لحظة ما وإن وجدته يدق على بابك بعد أن تنتهي من قرائتك فلا تتركه دون أن يأخذ واجب ضيافته منك : قليل من الشكر فهو ليس بحاجة لشكر أو مُجاملات , وكثير من الإحترام ورد الجميل : رد قليلاً من سعادته التي زرعها في قلبك وإجعل قلبك يشارك قلبه هو الأخر بها , فهو مالكها الأصلي ومانحها النبيل ..


  • 6

   نشر في 13 ماي 2018 .

التعليقات

كتاباتك نورا ... لا تخلو داىما من اضافة سعادة لقلوبنا ..
وتلك هي مهمتك نورا ..
التى من خلالها تمنحنا جمعيا جزءاً من سعادة لطالما إنتظرناها
وحقا .قد صادفناك وجميع من بالمنصة... دامتى مانحة السعادة لغيرك ... .
1
نورا محمد
ولتلك الكلمات السعادة الحقيقية لقلبي فعلاً :) .. فإن كنت أبث البهجة فمن سواك يستطيع أن يفيض على قلوبنا بالسعادة عبر حروفه وكلماته الجميلة الرائعة , حقيقي إن حاولت شكرك على كل ماقد قدمته لي ولازلت تقدمه فأنا لن أوفيك جزءاً بسيطاً من حقك , فأنت من يزرع السعادة في قلوبنا بمنتهى البساطة :)
Lamis Moussa Diab منذ 6 سنة
لطالما انتظرت هذا العجوز الذي يحمل على ظهره حقيبة كبيرة بها الكثير من اللعب والهدايا التي تسعد الطفل الذي بداخلي ^^، أعدتيني إلى هذه الخرافات اللذيذة التي اخترعتها لـ حمل نفسي على انتظار الفرح :)) شكرََا لكِ نورا وأخبري العجوز أنني منتظرة دفعة الهدايا قريبََا في احتفالي بيوم مولدي... اسأل الله أن يمنحنا الفرح والسعادة في الدارين وأن يجعلنا من موزعيها أيضََا... دُمتِ كاتبة نبيلة ذات قلب أخضر كـ عود زهرة عطرة...
2
نورا محمد
سيأتي .. وسيمنحك ما تمنيتيه من السعادة , وستجديه يفيض عليكي بكل ما وودتي أن تحصلي عليه يوماً ما , كوني على ثقة من ذلك فأنا على كامل الثقة بهذا , ويوم مولدك هو بالطبع يوم مولد كاتبة مبدعة وقبل ذلك إنسانة على قدراً كبير من الإحترام والرقي والأخلاق وحسن التربية , المعدن الأصيل هو أنتي حقاً , وكل الشرف لي بمعرفتك بل وزادني شرف كونك أختي الرقيقة ذات العقل المفكر من الدرجة الأول :)
Lamis Moussa Diab
دامت كلماتك لنا نورََا أختي وكاتبتي الرقيقة/ نور ا<3 .
مقال رائع بقدرك .....فعلا السعادة نعمة و ان وجدت في أبسط الأمور ...
2
نورا محمد
وروعة كلماتك لا تُقارن بشئ عزيزتي الغالية :) .. شكراً جزيلاً لوجودك الذي يُضيف للحياة ألوان من البهجة والإبداع والرقي :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا