المخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل عام، ولقد شهد المجتمع الليبي في السنوات الأخيرة تغيرات في سلوكيات الشباب، تمثلت في انحرافهم وارتكابهم للعديد من الجرائم مثل السرقة والقتل وحمل السلاح بين الشباب بشكل كبير وتعاطي المخدرات، كل هذا انعكس على بنية المجتمع وقيمه ونظم معيشته.

وقد شغلت هذه الظاهرة الاخصائيين المتخصصين في مجالات التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، فهؤلاء يعكفون على دراسة أبعاد هذه الظاهرة للتعرف على أسبابها والحد من انتشارها وتشخيص آثارها ونتائجها ثم تحديد أنواع العلاج وإيجاد مختلف الحلول الممكنة لها.

إن المواد المخدرة أياً كان نوعها هي مواد ذات خطورة كبيرة، وأضرارها المباشرة وغير المباشرة تشل المجتمع وتضر بأخلاقه واستقراره وأمنه، وتمثل الخطر الداهم الذي يفتك بأجساد البشر، فهي تشكل تهديداً خطيراً لمجتمعنا الليبي، نظراً لأخطارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية ولارتباطها بالعديد من أنماط الاجرام والعنف والفساد، والمخدرات من أكبر الكوارث التي أثرت على مجتمعنا العربي الإسلامي بشكل عام وعلى مجتمعنا الليبي وما يمر به من أزمات المتمثلة في الضعف الأمني وانتشار السلاح، وتعتبر أشد خطراً وأكثر تدميراً وفتكاً من الأوبئة والحروب.

ولذلك سوف يتم توضيح أثر هذه الظاهرة على الشباب الليبي، من خلال توضيح بعض المفاهيم الخاصة بالمواد المخدرة، وكذلك تاريخ ظهور المخدرات وسوء استعمالها وتصنيفاتها المختلفة، وحكم تناول المخدرات في الشريعة الإسلامية، وأسباب انتشار المخدرات في المجتمع الليبي، والأضرار المترتبة على ذلك، وموقف القانون الليبي من هذه الظاهرة، والأسباب المختلفة للوقاية من انتشار هذه الظاهرة وعلاجها.

تعريف الشباب بخطورة هذه الأفة والتركيز على دور الأسرة الحيوي في هذا المجال ونشر التوعية بخطورة إساءة استخدام المواد المخدرة في المؤسسات التعليمية وتنمية الوازع الديني والأخلاقي لدى كافة أفراد المجتمع، وتوضيح القوانين والأنظمة والتعليمات النافذة المتعلقة بالمخدرات أو بالعقوبات المرتبة على ارتكاب جرائمها، وأيضاً الكشف عن أهم المشكلات الاجتماعية الناتجة عن تعاطي المخدرات والتعرف على مدى علاقة التفكك الأسري بتعاطي المخدرات.

أما عن أهمية الموضوع فتتجلي في التعرف على الأسباب والعوامل التي أدت إلى انحراف العديد من الشباب من خلال تعاطيهم للمخدرات.