لا ندري اين هو الخير ....
قبل ساعات غادرت عمة زوجي بيتنا راجعةً الى بيتها في آخن ....جهزت لها شنطتها وحاجياتها وقهوتها وزوادتها للطريق في السيارة مع زوجي وودعتني بدموعها ( سامحيني يابنتي فقد اثقلت عليكِ وحملتك فوق طاقتك ولكني سعدت معك انت والاولاد )
لاندري لعله يكون اخر لقاء بيننا ...كم احتقرت نفسي وانا اشعر بالارتياح لانها غادرت وخففت عني حملاً ثقيلاً فعلاً ...كم نحن اغبياء !!! رب العالمين يسوق لنا الخير ونحن نتمنى زواله !!!! قد يكون باب الجنة امامنا ولانراه ولانريد ان نراه بل نلهث بغباء منقطع النظير وراء مايُلهينا ويبعدنا عنه ...
ابواب الخير مفتوحة امامنا الان ولكن لاندري متى تُغلق في وجوهنا فنندم اشد الندم ...الزوج والاولاد والحموات وكبار السن واعباء المنزل والجار المستفز والولد المريض في البيت وخدمة الاهل والاصحاب ...كلها بدون استثناء طريقنا الى الله...ولكن الكثير منا محروم من الفهم على الله تعالى ..لان الفهم صفة نادرة ومن شدة ندرتها لم ترد في القرآن الا مرة واحدة ( ففهمناها سليمان ) ...نحن نسعى للاسف لراحتنا فقط لان منظورنا واهدافنا دنيوية اما لو ارتقينا باهدافنا وبقلوبنا ونوايانا لوجدنا الخير اينما اتجهنا ...كم هو مؤلم ومحزن ان يكون باستطاعتك ادخال الفرحة على قلوب احدهم وتبخل بذلك عليه وعلى نفسك ...
اللهم سق لنا الخير واجعلنا من اهل الخير وحببنا بفعل الخير وتقبله منا بفضلك وكرمك ...
العمة ذهبت ....وبابٌ من ابواب الخير قد سُدّ....
-
لينا عبدالله نجمةكاتبة حرة...