شخصٌ كأن الغموض رداؤه ، وحدته كانت سبباً مؤكداً لعيشه ، فتمرده أضحى من أكبر المعارك، و إدمانه على ما أحب كجرف سيل لا يبقي أمامه شيء ولا يذر ، يُفطِر حباً و الغزلُ أضحى وجبة غداءه أما العشاء منسيٌ ،فالغريق لا وقت لديه إلا للتجديف و السباحة. لكل من كانت الكلمات تعبر عن شخصه أو جزءٍ من شخصه - عد إلى ما سبق و اقرأه جيداً و ضع نفسك مواجهاً له - إن تطابق فاسمح لي ان أدعوك بالمراهق -أو جزء من المراهق- بعد أن تشتم و تخرج كل أنواع الغضب لديك ( ذلك يؤكد على كلامي طبعا ) أطالبك بحقي في تبرير ما قلته ..... تجيئك الرغبة بالغموض و عيش حياةٍ خاصة بك ،لدرجة تمني العيش بمفردك ، و هو تصرف يُرغَبُ به فصعبٌ تطبيقه ، و تصبح شعارات - أنا حر- أنا لا يفهمني أحد - لن يفهمني أحد - ليس لكم أي علاقة بحياتي- تتربع في عقلك و تأخذ شكل المبرِّر لكل أفعالك غير المبررة، و تحارب أي شخص يقدم بضع نصيحة ، تشعر بأن قسمتك من الدنيا غير كافية ، و حبذا لو كنت ذا أصول أجنبية و مع غير عائلة ، عندما تعيش في خيال " ماذا لو هربت من البيت؟ " و تصر على ذلك بعد كل مناقشة عقيمة معك ، و تقنع نفسك بالتمرد الى درجة تغيير حلّاق الطفولة الذي اختاره والدك ، فتبدأ بعمل قصات شعرٍ بمختلف الأشكال من غير الانتباه الى كونها مناسبة او لا ، او انها قصة شعر ام - ستايل- كرة التنس - تلك الخضراء المخططة - ، يحتاح عقلك هدفُ تشغيل موسيقى غير مفهومة بأعلى الأصوات داخل السيارة - سيارة الحج- تأخدها من وراءه وتقودها و أنت حريص ان يراك الجميع بها ، فتنظر في مختلف الاتجاهات إلا أمامك ، فتَصدِم بها أو يُصدَم بها ، فيعرف- الحج- فيصر على فكرته بعدم اعطاءك السيارة من الأصل ،تصبح نوعيات أصدقاءك غريبة ، و تقضي ساعات من وقتك في اقناع والديك دون جدوى ،فأنت لم تختر الا النوعية الفاقدة منهم برغبة منك في ان تكون فردا من جماعة- cool- / - gangsta - ( يا لك من طفولي)