يمكننى القول أن طبيعة السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي يغلب عليها «عدم المغامرة» في أي ملف، حتى تلك الملفات التي «تتهدد» فيها المصالح الاستراتيجية لمصر بشكل مباشر، كملف سد النهضة.
بالإضافة إلى أن رؤية الرئيس السيسي أنه لا يحاول وضع سياسة مصر الخارجية في موضع «صدام» مع السياسة الخارجية لداعميه (السعودية والامارات) ، وفى نفس الوقت «المناورة» للهروب من مطب أو «كسب الوقت» لتحسين الشروط سواء مع الحلفاء الإقلميين أو الدوليين.
فالرئيس السيسي «يبتعد» عن اتخاذ بعض المواقف التي «تُرضي» حلفائه (إقلميين أو دوليين) إذا ما رأى أنها «ستضره» ، لكنه في ذات الوقت «لا يُقدم» على ما يضعه في موضع «صدام» معهم.
وربما تنبع تلك السياسة من نظرة السيسي للأوضاع الداخلية المصرية ، الاقتصادية منها تحديداً ، فالسيسي يرى أن مصر فى الفترة الحالية فى مرحلة «الاستضعاف» ولهذا فو لا يريد الاصطدام المباشر بأحد ، ويحرص على اتخاذ مواقف دبلوماسية «ترضى» الجميع ولا «تُغضب» أحد خصوصاً من داعميه الإقلميين الخلجيين.
وربما ينطبق على السياسة المصرية اليوم قول المتنبي:
ومن نَكَدِ الدُنيا على الحُرِّ أَن يَرَى
عَدُوّاً لهُ ما من صَداقتِهِ بُدُّ