اذا اجزَمَت الثِّقة على الرَّحيل , لو اجتمعَ الانس و الجان على ان يعيدوها ما عادت ..
وحدَها من تحمل عزّة نفس مثقلةً بخيوط صوف معقّدة يصعب فكّها ..
لازال كل شيء يذكرني بك .. كضجيج الحيّ و رسائل العشق المُهملة في صندوق الذاكرة
عندما قررت بدء تاريخي بشيء لا يحمل همسك, كان المذياع يقول "لو انّي اعرف خاتمتي ما كنت بدأت" !!
كان العندليب صديق مزاجكِ المفضل
و كانت حروفي الأخيرة لكِ مذّخرة في رسالةً لا أعرف موعد ارسالَها , خوفي من النِّسيان و خوفي من الذِّكرى , خوفي من الرَّحيل و خوفي من البقاء يَعِدني بأن ابقى خائفاً طوال حياتي , تماماً كخوف امرأة من ان لا تنجب ممّن تحب ..
"لو كنتُ اعلم يا لوني الأسود و يا نذير شؤمي بأنني سأُصبح على هذا القدر من العجز لما وضعت كل ما املك في حقيبة قلبكِ الباردة ,, و ما تنازلت عنها
لو كنت اعلم فقط انني سأصبح فارغاً تماماً إلاّ منكِ لما بدأت
لو ان هناك على الاقل اشارةً ربانية استحقُّها كي اتخذ طريقاً آخر , لمَا كنت زجاجاً كسرَ نفسه بنفسِه
لو كنت ادرك يا ألماً حادّاً في صدري ان رجلاً طيباً مثلي , عواقبهُ شنيعة, لما استمعتُ الى الكاسيت المفضل لديكِ ولا افرطتُ في حبكِ ,,
لما ابتسمت كلّما ذُكِر اسمكِ , و ما شهَقت امام طيفكِ ,,
لو عدت قليلاً الى الماضي لما خسرت !
لو حلمتُ بالنهاية قبل وهم البدايات لما أصبحتُ "شاعراً مجهول" لكِ وحدك في عصر الجاهلية و الإهمال , و ما راهنتُ على بقائكِ
أما انا الآن بعد ان بنيت لكِ من قلبي مسكناً هجرتيه , لستُ سوى جسد يحمل داخله عطرك و قطع زجاج على هيئتكِ ,,
عزائي الأوحد انه سيُقترن اسمي بِداء اسمه انتِ , أعراضَه النزيف و فقد الإحساس بكلّ شيء
فلو انني عدتُ اليَّ , أحملُ نفسي على نفسي لنجَوت.. ! "
هذا آخر شيء ..
كيف سيكون موعد تسليم الرّسالة لا أعلم .. و ما لا أعلمه ايضا هل سأكون حينها على قيد الحياة ام سأبقى على قيدكِ انتِ !!
#اسراء_حمدان
-
اسراء حسام حمدانالكتابه متنفَس ..