فى هذا اليوم المليىء بكل أشكال الضغط ، كنت فى طريقي لأسلك طريق السفر للعودة إلى بيتى.
لقد سرحت فى موقف جبار لم أكن قد تخيلته قط..
كان ذلك الموقف يتمثل في امرأه تقف أمام بحر تتلاطم أمواجه بشدة ، اسمع صوت نبضات قلبها كأنها موسيقى صاخبة،
وعيناها تجوب الكرة الأرضية يمينا ويسارًا حتى تتأكد أنه لا يراها أحد ، رِجل ويد ترتجف كالماء على النار ودموع تجري كشلال نهر ،
بين يداها فلذة كبدها وروح منها قد عانت كل المعاناه وهى تكتم أهات الولادة حتى لا يعرف أحد بقدومه فهناك ملك يقتل كل مولود يولد...
لقد ذابت كل ضغوط حياتى أمام ذلك المشهد ،
قد أوحى لها رب العالمين بأن تلقى هذا الولد فى البحر..
مهما بلغت من خيال ومهما كنت روائي مخطرم ، لن تستطيع أن تربط ولد يُرمى فى بحر وعودته سالمًا لها ، كانت كل الاحتمالات العقلية تسقط أمام تلك المعادلة الصعبة..
دائمًا فى حياتك تلك المعادلة الصعبة تظن أنها لا يمكن أن تكتمل ولا يُعقل يوما أن تصيب.
فى كل مرة ستجد نفسك أمام بحر ووحى وستقف حائر عندما تشعر أنّ المعادلة لا يمكن أن تكون صحيحة وأنه لايمكن أن يجتمع حلمك بعد أن ترميه..
كذلك ستجده أحيانا فى قول الحق وشعورك أنه يستحيل أن يُحقق حلم نجاتك وسلامتك
و أحيانا مع ترك الرشوة وشعورك أنه يستحيل أن يُحقق حلم غناك وامتلاكك للعقارات والسيارات.
أحيانا فى تغييرِك من ردائك ومظهرك وشكل غطاء شعرك وحلمك أن تكونى جميلة ومشهورة ومحبوبة ..
أحيانا فى ترك عمل لا يرضى ربك واستحالة وجود عمل آخر أفضل منه..
أحيانا نظن أنه لا يمكن للمعادلة أن تكتمل...
كذلك دوما نقف أمام البحر يطلب منا الوحى أن نلقى ، وعقلا بداخلنا يقول يستحيل أن نلقى بأحلامنا حين نلقيها..
كُن كأم موسي ألقي ولا تخف وافعل ما أمر الله به..
سيجمع البحر حلمك يوما
-
Amin Almitwaliyأكتب لعل كلماتى تصبح نور ينبثق فى ظلمة ليل يهدي ضال