رقية المرضى وقراءة النصوص المقدسة عليهم تقليد روحاني موجود في أغلب الديانات السماوية بل تجده حتى في الديانات الوثنية مثل الهندوسية والبوذية، فالمسلمون ليسوا هم الوحيدون الذين يرقون مرضاهم كم يعتقد البعض.

اثناء تواجدي في ايطاليا كمرافق لمريض يتلقى العلاج هناك، لاحظت إهتمام كبيراً في المستشفيات بموضوع الرقية ففي كل مدينة طبية أو مستشفى كبير توجد كنيسة، من مهامها رقية المرضى والدعاء لهم.

حيث يقوم رهبان الكنيسة بجولة على غرف المرضى كل يوم سبت لرقيتهم إذا رغبوا في ذلك كخدمة مجانية بدون اي مقابل، ليس هذا فحسب بل يوجد إعلانات في كل أنحاء المستشفى تحوي أرقام رقاة يمكنك الإتصال بهم في أي وقت لطلب زيارة المريض ورقيته بدون أي مقابل

وقفت متأملاً لما أرى بعيني في بلد أوروبي علماني وأقارنه بما رأيت وعرفت في بلدي بلد التوحيد والإسلام، فوجدت أن إستحقار بعض الناس لموضوع الرقية وعدم إيمانهم بها بل وصف البعض الأخر لها بأنه ضد المدنية والتطور لأمر سخيف وتدخل سافر في حريات الناس الشخصية. فهاهي ايطاليا الدولة الاوروبية العلمانية تحترم هذا الأمر وتعطي كامل الحرية للمجتمع وللناس بمزاولة مايعتقدون به. بل انها توفر كامل طاقاتها وخدماتها لتطبيق هذا الأمر بشكل منظم ومجاني.

ولي وقفة أخرى مع بعض إخواننا الرقاة هداهم الله، إن الجشع الذي يزاوله البعض من إشتراط مبالغ معينة كحق مشروع لطلب رقية مريض يفقد الرقية الجانب الإنساني والرباني العظيم. عندما رأيت ماتقوم به الكنيسة هناك وحرصها أن يكون كل ذلك بشكل منظم ومجاني وفي كل وقت جعلني أنظر إلى إخلاصهم هذا بنظرة الإحترام والتقدير، جعلني أتفكر في مدى أهمية الإخلاص في كل شي سواءً على حق أو باطل

أعتقد أن مستشفياتنا تحتاج لتطبيق نوع من التنظيم للرقية مثل تقديم الرقية كخدمة مجانية من المستشفى لمن يطلبها بالإتفاق مع أهل الخير من القراء الراغبين بالإجر ويكون كل ذلك تحت إشراف المستشفى نفسه.

اللهم اشفى مرضانا ومرضى المسلمين.