مررت يوم أمس من احدى شوارع العاصمة على الرغم من تواجدي يوميا منذ سنوات بها الا أني لأولّ مرّة أرى ذلك المنظر.. الشوارع الفرعية لتونس حيث لا ترى فيهاً سوى وجوه بلون بني رسمت تجاعيد الزمن عليها أنماط مختلفة من الخطوط أسنان بلون أسود وشفاه زرقاء أكياس سوداء وباعة نشرت على اليمين واليسار دكاكين مغلقة كتبت عليها بلون الفحم الأسود.. للميتين فقط.. طوابير طيور مهاجرة قضت مضاجعها ما أن نبتت لها أولّ ريشة بحثاً عن أشجار صلبة تبني عليها أعشاشا جديدة.. خفافيش الظلام ورجال الليل تسير في أسراب تغمض عينيها من وطئة الضوء الذي أزعجها وعيون المارّة الفضولية.. كان رماد السجائر الذي يدفعه الريح يتناثر في الجو.. أناس تمشي ببطئ تتصنع الاحترام.. وتبتسم للفراغ المعدم مبادئ ذابت في قوارير خضراء كريهة الرائحة مرّة الطعم استمالت شباباً يجد كلّ فجر صباح دينار تحت الوسادة وواقعاً لم يتغير.. مناظرات بالآلاف وأسماء تكتب على قائمة الناجحين بالتدخلات.. يوماً ما سيصرخ نحن هنا نحن أسياد البلاد نحن وقود الجراك تباً لقوارير الظلام ولفقراء الحانات نحن شباب البلاد..
-
سارةهاوية بالمجال الإعلامي