في هذه التدوينة ارتأيت ان ابتعد عن كل ماتغنت به كل الكتابات حول الانثى في محاولة لي للخروج من النمطية المعتادة,مضمون هذه التدوينة ليس وليد تجربتي الشخصية ،ولكنها نتاج عما عشته مع العديد من الصديقات اللواتي جعلنني اشاركهن تجارب حياتهن بتفاصيلها و بحلوها ومرها و بمحطاتها المتنوعة، اظن ان هذا يكفي كمقدمة،فالمقدمة جعلت فقط لاعطاء فكرة للمضمون
اولا عزيزتي , ان تكوني انثى في مجتمعنا العربي، فهذا يعني ان تكوني تلك المزهرية المبتسمة الموضوعة في الزاوية الخاضعة لكل الاوامر دون الادلاء ولا بأي رد فعل فقط لأنكِ انثى والانثى ناقصة عقل و دين .
ثانيا ان تكوني انثى في مجتمعنا العربي الاسلامي، يعني ان تكوني مُدَربةً بالفطرة على تحمل كل المضايقات والتحرشات ،في الشارع، في السوق،وحتى في عملك و مدرستك فقط لانك تغرين ذلك الذكر المسكين سواء بملابسك او حتى بربطة شعرك او ربما بحقيبة يدك الملونة
ثالثا ان تكوني انثى في مجتمعنا العربي المثقف يعني ان تكوني على استعداد للانقطاع عن دراستك و على استعداد بأن تتخلي عن حلم حياتك فقط لان مدرستك بعيدة و لآنك انثى لا تستطيعين الابتعاد عن منزلك
لكن يا عزيزتي الانثى
لا تجعلي اي من هذه المعيقات تؤثر على تلك القوة الداخلية الهائلة التي تخزنينها و كوني قوية صعبة الانكسار , اكسري قيود الخضوع والتبعية في هذا المجتمع الذكوري ,لا تجعلي لكلمة مستحيل و لا استطيع مكانا في قاموسك ربما ستحتاجينها ولكن لتقولي :"مستحيل لن اخضع، و لا استطيع ان انكسر او ان اتراجع "
ايتها الانثى, كوني قوية لاجلك فقط ،كوني رفيقة دربك الابدية ،اكسريهم بنجاحاتك وتفوقاتك ، قاومي ،ابتسمي ، لا تسمحي للعادات والاعراف بأن تسحقك نعم لا ننكر انك تلك المرهفة الحساسة،لابأس ان بكيت قليلا لكن بقدر مايجعل جروحك تزهر فقط ,اكرر ما يجعلها تزهر فقط
يا أيتها الرائعة،تذكري بان قوتك لا تتمثل في ان تكسري الحواجز وتتفوقي ولكن قوتك الحقيقية تتجلى في ان تثبتي وجودك كأنثى , بأن تنافسي الذكور كأنثى , بأن تبني نجاحاتك وأنوثتك معا، ولا تصدقي يوما من قال ان المساواة هي ان تكوني مثلك مثل الرجل
و ختاما يا صديقتي,انجحي و اثبتي ذاتك كأنثى و كوني بسيطة مسالمة إلا بأحلامك.. إنتزعيها من يد الحياة بكل قوتك رغما عن انف الزمن و التقاليد و الاعراف ، كوني قوية لاجلك فقط لان الحياة رائعة تستحق بأن تعيشيها بقوة
و كالعادة تدويناتي ماهي الا ثرثرة لا تنتهي
-
بشرى اليعكوبيتدويناتي مجرد ثرثرة لا تنتهي