استيقظ يومي ذات صباح خريفي على معاكسات خيوط شمسية تسللت عبر نافذتي. دخنت سيجارة نسيان، احتسيت قهوتي مع قطعتي اللامبالاة كعادتي، أخذت معطف الذكريات إذا ما أمطرت سماء الماضي و هرولت إلى الباب منتعلة حذاء الحنين عسى أن تجلب لي خطواته عزيزا قد أضله النسيان عن طريقنا.
الشارع خال إلا من أوراق أشجار اكتسبت لون الخريف الذهبي و تمايلت فوق الرصيف متراقصة على أنغام الرياح التشرينية.
ركبت الميترو دون وجهة أرجوها، نظرت صوب مستقليه، لم أعثر سوى على نظرات تائهة خالية من الإحساس و بعض الابتسامات البريئة التي كست وجوه من استقل الميترو من أطفال، و كأن البهجة و الابتسامة أصبحتا حكرا على فترة الطفولة فقط . عم صمت قاتل المكان لم يزعجه سوى ضجيج خافت لصعود البعض ونزول آخرين عند المحطات. ترجلت عند ثالث محطة، أشعلت سيجارة صبر تسلل نيكوتينها شيئا فشيئا إلى دماغي عله ينسيني برودة واقع أصبح ساكنوه لا يعرفون للإحساس طريقا. تجولت حتى تعب حذائي من البحث عن العزيز و تعبت أنا من البحث عن أرواح تكسوها البهجة فقررنا أنا و حذائي عودة أدراجنا خاويي الوفاض. فتحت باب الرقي والأدب دخلت عالم الإبداع بعد أن أمسكت بيدي رواية كنت قد بدأتها أمس. ولجت عالما ينسيني برودة عالمي وشحنت كياني بجرعات من العشق والسمو في الإحساس غرقت سفني في محيط الرواية لتلوح بي أمواجها على شاطئ النوم في آخر المطاف.