ن والقلم ما يسطرون...
أيها الكاتب: قلمك الدافق الجريء سلاحك. به سبرت أغوار النفس وعـُليات الحق. به سخرت من مثالب الوزراء الأكابر. به قاومت الفقر وداريت الهم. به فاوضت الموت مناوشا متفقا؛.. بل إن قلمك قد تعرّم في التضرع والشكوى، وفي صب زيت قصصك الحارقة، حتى هذيت وجدفت...
فحكاياتك يا هذا الراوي، ليست آتيتا عن تهافت ووهم، ولا عن كلال وعـِيّ. بل عن خبرة وتجريب، وكتابة بوزن الغصة وغور الجرح...
أنت محنك عصرك العصيب، الذي تدمع له العين. فتعيـّشت من النسخ حرفة الشؤم، وعملت خفيرا على النفس. ينهب العيّارون بيتك، ويزندقك أهل الدولة وفقهاء السوء. ينبذونك، يهينونك، حتى إذ بلغ اليأس منك كل مبلغ، أحرقت كتبك خوفا عليها من فساد الزمن وسقوطها بين أيدي العابثين وشهود الزور...
تسويغك لفعلتك ينفذ شراره ثاقبة وحجة دامغة... لأنك دائما غريب عن نفسك ومعارض لصيرورة زمانك... فلا تستسلم، واغرق في ماء الصدق... فالتاريخ حتما سينصفك... وكتاباتك صدقة جارية...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 09 / 05 / 2015