عندما تضيق بك الدنيا بما رحبت وتشعر أن الأزمات والشدائد تلتف حول عنقك . تظن أنه لا مفر منها , وأنك ساقط لا محال . وما يزيدك ألماً هو عدم وجود شخص وحيد يفهمك على هذا الكون . تتخبط يميناً ويساراً , تشعر بالفشل واليأس وعدم التوفيق حتى في أبسط الأمور . ولكن فجأة تتذكر خالق هذا الكون العظيم . حينها فقط تعلم سبب ما ألمّ بك وتشعر أنه لا ملجأ ولا منجى إلا إليه .

إنه اللطيف البرّ بعباده . يشمل بلطفه كل الخلائق .. هو القريب الذي تلجأ إليه حين شعورك بالوحشة .. هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . هو الذي بيده مقاليد الأمور وبيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء .

كيف لا تلجأ إليه في ظل تلك المحن ؟ كيف تناساه؟! إنه خالقك . هو العليم بكل ما يجول بخاطرك وبكل ما يحدث لك . فقط ارجع إليه وتوكل عليه . وعندما تقوم بذلك سيساورك شعور لم تتذوقه من قبل .. شعور الأنس بالله :) . ستشعر براحة لن تجدها إلا في خلوتك مع الله.

إنه شعور لا مثيل له ! إنك تخلو مع خالق هذا الكون البر الرحيم . يا له من شعور عظيم. أن تشعر أنه معك يعلم خفاياك قبل ظواهرك . يعلم كل شيء .. كل شيء .فقط عد إليه واستنجد بمن يجيب المضطر إذا دعاه وستهون عليك الدنيا بكل ما فيها . هل هناك أجمل من ذلك ! . وتذكر قول الله تعالى "إِنّهُ سَمِيعٌ قَرِيب" , "إنَّ رَحمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِين" .

إلجأ إليه في اليسر قبل العسر . استعن به في كل صغيرة وكبيرة بحياتك , وتذكر أنه خالقك فمهما بعدت عنه ولجأت لغيره سترجع إليه بعد أن يخذلك غيره . فهو مقلب القلوب ومدبر الأمور .. والسلام :)