كل قلوب الناس جنسيتي ...فلتسقطوا عني جواز السفر... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كل قلوب الناس جنسيتي ...فلتسقطوا عني جواز السفر...

خاطرة

  نشر في 19 ماي 2015 .

كل قلوب الناس جنسيتي ...فلتسقطوا عني جواز السفر...

كيف يدير أسيدي كيف يدير أسيدي

اللي قلبه تيبغيك أسيدي

ليله ونهاره اسيدي يقيل ويبات أسيدي سهران يفكر فيك

حارت بيا الدهان معرفنا آش بلاني بيك

انت قمر أوين أوين أوين

وأنا بشر أوين أوين أوين

انت قمر وانا بشر واشجا ما وصلني ليك

لا تبقاش بعيد لا تبقاش بعيد

داخل غرفة الوطن، أوقد الرقيب مبخرة عطور. أشعل فيها عود القماري والعنبر تنبعث منها رائحة حشيش ومعطر الكيف...أقفل الباب عليّ بمزلاج القانون وقفل الدين. أشعل موسيقي عذاب القبور. تركني عرضة أفيون الكرة...

ستظل حبيبتي المرأة الوحيدة التي هفا القلب وشدا حبا وصبابة لمطلعها. هي التي توصلتُ برقتها وسداد فكرها، أن تغيير جحود دين جبار طاغي إلى آدمي، يحس بآلام وأنات الآخر ويتوجع لها... أمر حتمي... وواجب إنساني.

ذهلت من جسارة محبوبتي، وإلحاحها لمعرفة ماضيّ الماجن... فانطلقت طاحونة التساؤلات في ذهني: ما بوسعي أن أقول لها؟. أحقا أن معرفة ماضي الإنسان يدعم تآلف القلوب؟. كل يوم تبدَّ من فاتنتي أفكار وأقوال تجعلني أمامها إنسانا غبيا بل أميا. بماذا وكيف سأبدأ سردي؟. لقد وعدت نفسي بأن أكون صريحا معها لمَ لا أجرب؟...

تراجع فجأة شرودي، محدقا في الحطب المشتعل في مدفئة الحياة/الوطن، بنظرة عميقة... بدوتُ كعراف وثني أستطلع تاريخ الغيب من هيئة لهيبه. أطبق السكون على فضاء العقل إلا من طقطقة حواف الحطب بالمدفأة... سرعان ما قطعه صوت مقص الرقيب...

زَممتُ فمي بشدة لكبح رغبة البكاء...

هام خاطري في جنة الشهداء، الذين عشقوا ذات يوم، ملامسة خصرها والعيش بين أحضانها، قرب غدير الفكر وأنهار العلم، تحت جسور الحب ورذاذ القبلات، على أنغام طبول ومزامير...

اشرأب عنقي وامتد لمعرفة مصادرها ... لاحت في الأفق بين رفوف الكتب والمجلدات، أحلام ورايات وبيارق مختلفة الألوان والرموز. تختال وسطها شموع عملاقة ، تنير دروب المعرفة وسبغ الأغوار، مرصوصة على أعمدة من العرعار والأركان. تبهر الناظر بجمالها وبراعة تناسق أشكالها وألوانها، تترائ للمتمعن من بعيد وكأنها حور كواعب أتراب، يتمايلن في رقصتهن على نغمات لحن موسيقي؛ رقصات تدل على الخلود والصمود والإستمانة، تفصح عن الغنج والأنوثة والجمال، تعكس الصفاء والبراءة والأمل، تدعم التشبث بالأصالة والعادات لتقتفي أثر المجهول، ويتقدم موكبها، لتبدو للناظر كخدور عذارى أو عرائس، تتأرجح على أكتاف الحمالين المحترفين ذات اليمين وذات الشمال، لدرجة استدراجي إلى التمايل معها، والانسياق في بوثقة خيال السحر والحسن اللامتناهي. ينسيني المكان والزمان. ينسيني المحيط والأفاق. ينسيني الغضب والتمرد. ينسيني الجوع والمسغبة. ينسيني القهر والسخرة. ينسيني الحاضر والماضي...

تفتح أمامي أفقا وميضه يخطف البصر، يوحي للبئيس أن الغد سيكون أفضل، وأن ما ينتابه وينتاب البلد أضغاث أحلام، كوابيس ما تفتأ أن تنمحي، وتتبدد بمجرد الصحو والاستيقاظ من سبات نوم الجاهل الغادر...

من منكم عرف محبوبتي؟... فليضع إسمها أسفله...

سعيد تيركيت

الخميسات - المغرب - 19 / 05 / 2015    



   نشر في 19 ماي 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا