انتشار ثقافة الاستهلاك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

انتشار ثقافة الاستهلاك

  نشر في 15 شتنبر 2014 .

بدأت تتفشى ثقافة الاستهلاك في المجتمع ,ان ثقافة الاستهلاك ثقافة اتكالية انهزامية تبتلع الثروة و تفقد الحس بقيمة الاشياء و تجعل المرء ينشغل بالمظاهر عن الجوهر ,عندما يصير الانفاق على الكماليات هدفا وليس الضروريات و تدفع صاحبها لان يمد يده الى الحرام ليشبع فهمته و يرضي غريزته .

يعرف الاستهلاك من الناحية الاقتصادية بأنه تدمير او هلاك السلعة او الخدمة المنتجة عن طريق الاستعمال و يحدث هدا الهلاك بعد الحصول او انقضاء وقت حصول المستهلكين عليها او امتلاكها ,ويعني هدا ان الاستهلاك هو الغرض النهائي للنشاط الاقتصادي في سائر المجتمعات الانسانية او كما وصفه ادم سميت بأنه الهدف النهائي الانتاج,للثقافة الاستهلاكية جوانب مادية واضحة لأنها تدور بالأساس حول عملية استهلاك مادي.

بدأت العملية الاستهلاكية في ظل العولمة تاخد ابعادا جديدة لم تكن نعدها من قبل,فلم يعد الامر يقتصر على مجرد بعض السلع التي يأتي بها المستورد ,ولكن في ظل الاليات الاعلامية الرهيبة التي تملكها العولمة ,و في ظل التنامي الرهيب لقدرة الشركات المتعددة الجنسيات في النفاد الى الاسواق الوطنية والسيطرة عليها اصبح الانسان محاصر بهالة ضخمة و متنوعة من الاليات الداعمة لنشر الثقافة الاستهلاكية .

حسب مؤسسة ابي تي كيرني الامريكية فان المغرب يحتل المرتبة 21 على الصعيد العالمي من حيت تطور الاستهلاك ,و احتل المرتبة السادسة على المستوى العربي الاكتر استهلاكا,استولت علينا ثقافة الاستهلاك بطريقة مهينة جعلتنا سبة عند الاخرين بحكم اننا لا نبدع و لا ننتج بل هي غارقة في التقليد و الاستهلاك و هده الثقافة تنتج الفشل و الكسل و التقليد و التخلف,وأصبح بعض شبابنا و اطفالنا و نسائنا كل همهم هو الاستهلاك و البحت عن الجديد في عالم الموضة في كل مجالات الحياة دون وجود رادع او رؤية تربوية تثقيفية و تعليمية تقيهم شرور هده الثقافة,في مجتمعنا يدعي فيه البعض بالتفاخر و التفوق من خلال استهلاك لمنتجات الاخرين هو مجتمع متخلف ومزال لا يستطيع التحكم في شهواته و رغباته الحياتية.

من الوسائل التي ساعدت في انتشار الثقافة و سائل الاعلام و خاصة الاعلانات(الاشهار) التي ادت الى تدوين ثقافة الاستهلاك و اعلاء قيم الفردية و البحت عن المتعة من خلال الاستهلاك , وتسليع القيم والأفكار و المعاني و المشاعر من خلال الاحتفاء المبالغ فيه بأهمية الرموز و العلامات المادية وخلق الأشياء الزائفة بين الحصول على سلعة واستهلاك سلعة , أو خدمة وبين تحقيق السعادة أو الحرية ,و هي القيم التي تؤكد عليها ثقافة الاستهلاك.

تعديل الدافع و القناعة يكون العامل الاهم في التغلب على شره الاستهلاك و بالطبع لا تجد احكم و لا ا نصع من التعاليم الاسلامية في ترسيخ قناعة تامة بالترشيد في امورنا كلها و تفعيل دور سلم الاولويات بتقديم الاهم على المهم و النظر للاستهلاك على انه عبادة و طاعة و غريزة فطرية ادا اتسمت بالانضباط دون افراط و تفريط.

التراث الاسلامي غني بالكثير من هده التوجيهات النبيلة اكتفي بذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه قال عن مسالة الصرف بلا وعي , يذكر عن جابر بن عبدالله أنه قال : رأى عمر بن الخطاب لحما معلقا في يدي فقال : ماهذا ياجابر ؟ قلت اشتهيت لحما فاشتريته . فقال عمر : أو كلما اشتهيت اشتريت ياجابر ! ماتخاف الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا .      


  • 1

   نشر في 15 شتنبر 2014 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا