أعترف بأنني لا أثق بالدنيا ودائما يسايرني القلق من التغير المفاجئ للأشياء من حولي ..

فأقول لنفسي ..أنني أيضا متغيرة ولا أرسي علي بر أحيانا ...

ولكني وجدت تغيري شيئا طفيفا جدا مقارنة بمن حولي ...

تغيري يبدو في ملامحي .. طباعي قليلا والتي لربما تصبح أكثر مرونة ورضا عن اىأشياء من حولي بمرور الوقت ... لا مبالية بعض الشئ ...

ولكن تغير الأشياء من حولي ألحظه في المبادئ التي تتهشم وتتحطم عند أول محطة للمصالح الذاتية ..وأي خطوة للعلو فوق الآخر .. تجد من حولك أناس آخرين لا تعرفهم ..

فتتساءل هل أنت ساذجا لتلك الدرجة أم أنك مغفلا....

الحياة تطبع في قلوبنا طابع القسوة عن ذي قبل .. واللاثقة واللا أمان .. والااا .....

الكثير من اللاءات اللا منتهية ...

وجدت كثير ممن يدعي الاخلاص ليسوا كذلك ..

ووجدت أنني أحيانا أسير في واد وغيري يسيرون في أودية أخري ..

والحياة من حولي تتطور سريعا بعيدا عن المبادئ .. المهم أن تصل ...

فصارت المبادئ رمزا للتخلف والرجعية ...

صار الصواب تخلفا ...

أصدقاءك ليسوا أصدقاءك ...إنما مراحل وخطوات نتركها وتتركنا ...

معارفك ليسوا معارفك .. فكل سيصبح غريبا ذات يوم ..

وسيحل آخرون مكانهم وهكذا ...

فلم تعد ترهبني كلمة الغربة حيث أن الواقع دربني جيدا كيف أتأقلم ...

فلم تعد تهزمني الأشياء التي كنت أخاف خسارتها فخسرتها ..

الحياة تتقلب بنا فجأة وتجعلنا وحيدين مشتتين بين ماضي كنا به أكثر أمانا ومستقبلا مبهما وحاضرا أكثر تشتتا بينهم ..

الشئ الوحيد الذي لازلت أبحث عنه فلا أجده هو الأمان ..

فلا يمكن تسمية أحدهم بالأمان المطلق ..

الكل انتهازي بطريقة بشعة ..الكل وصولي ..

و تلك الراحة أجدها بعيدا عن هاتفي وفي صميم الظلام ..

حين أوشك الوقوع تنتشلني كتاباتي .. وحين يراوني شعور الهزيمة أعلم بأنني قد أوشكت الامساك بالقلم مرة أخري..فلا أفلته حتي أنتهي مما يعصف بي ...

زماننا مزعجا وبشدة .. حتي وإن بدا كل شئ متوفرا ولكنه يعج بصراعات لا تنتهي وتحديات كبري ...

ولا زلت أتمني عودة يوم من أيام طفولتي البسيطة.. حين كان أبي خير رفيق درب.. وخير صديق..

يسهر طوال الليل يهون علي عناء الطريق ..

الآن  ..صار الطريق اطول وعناء الرحلة أصعب فأجدني لا زلت وحدي بكل قراراتي ...

حتي قرار الطب أدفع ضريبته وحدي كإنهيار داخلي .. يجئ ويزول .. ويزول ويجئ ..

فلا عدت أعرف إلي أين أسير ..ولا مع من ...

أنا حقا تائهة ..حائرة وبشدة ....يا الله أنقذني.....

بقلمي: إيمان فايد

طبيبة بشرية

الإثنين :7 يونيو 2021