أعجبني حديث أستاذنا اليوم عن واقع مجتمعنا و فكره .. واقع أوجزه في قصة واحدة ..قصة سيدتنا عائشة رضي الله عنها في زمن غزوة بني المصطلق (حادثة الافك) عندما اُتهمت رضي الله عنها بارتكابها الفاحشة فقط لانها قدمت متأخرة رفقة الصحابي الجليل صفوان بن المعطل ...."الكل يتحدث عن الصديقة بنت الصديق( رضي الله عنهما ) بالباطل و السوء".....تمعنوا هذه الكلمات فهي تروي في صمت قصة واقعنا المخزي الذي لن يغفا له جفن حتى يروي ظمأه المتعطش للأرواح البريئة ...لن يهنئ له بال حتى يفتك بأنياب القيل و القال أرواحهم الطاهرة .... و ذنبهم الوحيد! ...أنهم كانوا أُناساً صالحين متعففين عن رذائلهم

و فكرهم المتدني ...ذنبهم الوحيد أنهم ينصرون كلمة الحق التي أضحت جريمة شُرّع في حقها الاعدام .لانه و بكل بساطة في حضرة زماننا أيّها السادة "كلمة الحق" ما هي الا فسق و فحش ...رذيلة و مهانة ...للأسف ... مجتمع تائه في دوامة الكذب و الخداع..ماضٍ وهو على يقين انه درب الهلاك لكن نفسه العليلة أعمت بصيرته عن كل حقيقة حتى غدا حاله كحال المدمن ..يفقد صوابه كلما نفذت منه مخدراته التي يرى في سمومها سعادته الأبدية (واقع مجتمع).

لكن هناك دوما نور يبزغ من عتمة الفجر ...هو نور الله الذي برّأ سيدتنا عائشة من مكيدة الكذب و الزور .لقوله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ*لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ*لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـٰئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ*إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ*وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ*يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ*إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

فصبر جميل ....