زينب بروحو تكتب: هناك دائما أمل
نشر في 23 نونبر 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
غالبا ما ينتابنا شعور بالوحشة و الألم كلما اقتربت شمس يوم الأحد على المغيب، و ساد العالم صمت رهيب، و تجمدت أحلامنا في جو كئيب.
حينها لا تجد لنفسك ملاذا سوى وسادة و غطاء يدفئك من صقيع أفكارك...يشرد ذهنك بعيدا نحو ماض فات و ذكرياته تجتاحك... تحاول أن تتوقف عن التفكير للحظة، تهرب من قبضة الماضي، ليمسك بك ظلام مستقبل غامض، أبواب لا تزال مقفلة في وجهك، تتطلع إليها أحيانا بقلب طموح، لكنك في هذه اللحظة بالذات تراها بعين يائس محطم... فتزداد برودة جسمك برغم الغطاء.
تتفقد نافذة غرفتك...إنها مقفلة و لا مجال لتسلل البرد إليك، تتأكد حينها أن البرد ما هو إلا مرآة لأفكارك...تقرر أن تفعل أي شيء يوقف سيل أفكارك...ما رأيك بقليل من الموسيقى؟ تمر مر الكرام على كل معزوفة من معزوفاتك التي تحبها، لا تجد طعما لأيها... تحاول فتح كتابك و الاطلاع عليه...لا تجد لذلك رغبة...
تعود لوسادتك...عيناك تتجولان في سقف الغرفة... ثم تضيع من جديد في ظلمة أفكارك...يراودك السؤال... لم تنتابني حالة الموت هاته كلما غربت شمس الأحد؟؟
لقد صدّقت لوقت طويل أن هذا الشعور مرتبط مباشرة بخيبة أمل بسبب نهاية عطلة آخر الأسبوع، معلنة بداية الروتين الأسبوعي من جديد...لكنك تدرك بينك و بين ذاتك أنها ليست الحقيقة.
إن ما يجعل الانسان يشعر بالضيق و الألم و الحزن في هذه اللحظات، هو عدم رضاه على نفسه و على عطائه المستمر... فتضعه ليلة الاثنين في دوامة الخوف و القلق من بداية أسبوع لا يختلف عن سابقه، لتمر عليه تلك اللحظات كما لحظات المساءلة و الحساب.
إن ما يدفع الانسان للاستمرار في الحياة بشغف هو إحساسه بأنه يحرز تقدما و يحقق إنجازا في كل مجال من مجالات حياته، سواء العملية أو العلمية أو الدينية أو الأسرية، و الاحساس بالتقدم للامام يعطي الانسان ثقة أكبر بنفسه تساعده على الاستمرار و تحقيق أهدافه.
إلا أنه بالرغم من وعينا بحاجتنا لهذا التقدم الذاتي و وعينا بأنه يحتاج جهدا و اجتهادا و صبرا و مصابرة و وقتا كافيا إلا أن تملك الكسل منا أحيانا، و تشتت أفكارنا و ضياع أهدافنا و أولوياتنا، كل هذا يعيدنا لتلك الحلقة المفرغة و المساءلة المميتة كل ليلة اثنين.
تصلك فجأة رسالة تحدثك عن الأمل...رسالة تكون بمثابة ترياق لك، تحمل بين طياتها كلمات تدفئك بعد ما فشل غطاؤك في إنجاز المهمة، حروف تلهمك و تذكرك بمعاني الصبر و العطاء و القدر و الأمل...شيء ما يتحرك داخلك و أنت تتابع القراءة... تشعر بالأمان و الطمأنينة، و تأخذ أفكارك بالانتظام شيئا فشيئا...تبتسم دونما أن تنتبه لنفسك، كأن أحدهم ألقى عليك تعويذة تعيد إليك روحك و تحييك من جديد، فتشكر المولى أن جعل في طريقك رسولا ينعشك كلما شارفت روحك على الانطفاء.
تنفض عنك غبار الكسل، و تقرر البدء من جديد...ترتب أفكارك، تنظم أولوياتك، تتسامح مع نفسك، ثم تنطلق من جديد نحو مستقبل أنت ترسمه بالتوكل على الله و الاجتهاد و العمل... و اليقين بأنه دائما هناك أمل.
التعليقات
" لم تنتابني حالة الموت هاته كلما غربت شمس الأحد؟؟ " ادام الله قلمك ذخرا للكتابة .. بورك قلمك ❤️