من قال بأن الطريق الخاطئ يوصلنا الى نهاية أليمة وغير متوقعه ؟!
لطالما اتجهت نحو أحلامي من دون خريطة و حملت في حقيبة ظهري بوصلة قد تعطلت ابرتها وأصبحت تشير الى أكثر من اتجاه في الوقت ذاته ،
ذلك الغضب الحاد ، و الحزن العميق ..
ذلك الحلم الجاد ، انه في ذلك الطريق ..
تلك الليالي التي قضيتها لوحدي ما زلت أتذكرها ، تلك الاحلام التي كانت تأتيني في وضح النهار ما زلت أتذكر ساعات قدومها الرائعه ..
ذلك الفنجان الذي شربت به أول قهوة صباح ..، ما زال ذلك الفنجان يحمل بقايا آخر قهوة شربتها ..
ذلك المكتب الذي قضيت فيه ساعات طوال استشعر فيه قيمة كل ثانية ..
ذلك اليوم الذي قررت فيه الوقوف والبدء بالسير، قررت أن أسير عكس الاتجاه ، ومشيت في طرقات قد علقت عليها لوحات تشير الى أنها طرق مغلقه ..
مجنونة يا ترى ؟!
أم هائمة في الهوى ؟!
جذبتني أحلامي للحضيض ؟!
أم من الحضيض أتيت ؟!
مشيت في طريقي هذا ، كل ما هو حولي يحاول أن يخبرني بأمر ما.. وكعادتي فأني أتغاضى عن سماع حفيف الشجر،،
وزقزقة العصافير أصبحت شديدة ومزعجه وكأنها الطنين في أذني .. ،
أصوات الآت تكسير الاسمنت تبدو لي كعازف ردئ يعزف على آلة تكاد أوتارها أن تنقطع ، رغم ذلك أواصل المسير دون أن آبه لتلك النداءات ..
والأحجار المبعثرة ذات الرؤوس المسننة وضعتها على جانب الطريق ، كي لا تؤذي من هم أمثالي ..
من يحاولون دون ملل و كأنهم آلآت لا يتسرب منها الوقود ولا تصدأ أجزاؤها ..
من يظنهم الناس بأن لا مكان لهم سوى مصحة المجانين ..
من وضع لنفسه قوانين صارمة ، و كسر الحدود في الوقت ذاته ..
من وجد مليون سبب ليقنع نفسه بأنه الاجدر والاحق بالنجاح ..
من قام بأقتلاع الافكار السامة ..
من قام بتدوين الذكريات ..
من قام بعــد الخطى ..
من رسم أحلامه على الجدران ..
يستحق أن تكون له حكاية تروى ..
حكاية تحفظ في أذهان الصغار ، و يتداولونها بينهم وكأنهم هم أبطالها .. يجعلون منها مسرحية لا يسدل فيها الستار ، و يصفق لهم الجمهور في نهاية كل فصل من فصولها ..
لا يهم ما مدى صعوبة الأدوار التي يوكلونها لبعضهم ..
لا يهم كم مرة سيتدربون عليها قبل أن تعرض على مســـرح حياتهم ..
لا يهتمون كم وجبة غداء سيلزمهم في وقت الاستراحة ، لأنه وبكل بساطة لا يتناولون الطعام ..
يتناولون أحلامهم بعشق .. يرتشفون عرقهم .. وعلى طاولة متواضعه يجتمعون ..
من قال أن نجعل السماء حدودا لأبداعنا .؟. فالسماء ليست سوى أحد الجسور التي نمشي عليها لنصل الى ما نريد .
(لا حدود للأبداع) قلة من يدركون معناها العميق .. ومهما كانت طرق الوصول الى أحلامنا جنونية فإنها أفضل من الجلوس في بئر لا ماء فيها .. أفضل بكثير من الجلوس في بئر لا نرى فيه سوى الظلام ..
-
creator writerJ.A