قال عنها شكسبير"ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم " ،الأم...أصدق من يحبك لذاتك ..لا لفضل ميزك به الله على غيرك أو لنفعا ترجو أن تنل منه حظا ولو باليسير.

هي حبك الأول فمنها إرتسمت ملامح فتاة أحلامك وتشكلت صفاتها لديك فكانت نموذجا للمرأة المثالية على الإطلاق .. تلك التي تحب وتعطي ولاتنتظر المقابل..غايتها ان تراك في خير حال وإن أوذيت لأجلك ولاقت الصعاب في سبيل راحتك..لا تبخل بحبها ولا تمن عليك بفضلها..مهما ارتفع شأنك وكثُرت ألقابك واستغنيت بما تملك عن الخلق وربما اغتررت حتى إذا ألم بك مصاب وجدت نفسك بين احضانها باكيا وبحالك المرثى له شاكيا وكلما ازداد بكائك شعرت بدفئها فسكنت نفسك ورق قلبك وزال همك .

هل أدركت قيمتها وشعرت بقربها أم لم يطرق الإدراك أبواب قلبك؟؟!!

أنت في نظرها كعضو قد ُبتر منها يوم ميلادك وصار طليقا تتخبطه الصدمات وتواجهه العقبات فيزداد خوفها عليك وحبها لك وتمنت لو شقت بطنها وأعادتك ثانية إلى كنفك القديم كما كنت ذي قبل ففيه الأمن والرعاية.

رحِمها هو وطنك الأول ففيه نبتت بذرتك وحماك الله به ورعاك وجعل تلك العظيمة نعم المأوى وخير السكن بل وشرفها وجعل طاعتها بعد توحيده ، وبرها من أعظم الأعمال وأقربها إليه وأحبها.. ولا تنس أن بدونها ما كدت ترى الحياة وتسعد بفيض هائل من هذا الحب الراقي ذو النبع الطاهر المصفى من كل شائبة أو عيب.