لطالما راودتني تلك الأفكار، وجعلتني طريحة فراشي لأيام دون رغبة في فعل شيء، ألعن العالم وأظل أسأل نفسي لماذا ومن أجل من؟
التحقت بمعهد لعلوم الحاسب هذا العام، ورغم أنني حققت حلمًا راودني منذ عام أو يزيد، لكن يبدو أن هذا لم يكن كافيًا لي، فأصبحت وأمسيت أسأل نفسي ومن حولي: "ما الغاية من السعي في طريق ولو كنت أحبه؟". وبعد مرور شهور من بحثي عن إجابات، توصلت أخيرًا لإجابات ترضي عقلي وتعفيه من التفكير.
• من أجل الله.. :
﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) (هود: آية 61﴾. بالطبع، خُلقنا لتعمير الأرض، نعم لم يخلقنا الله هباءً، وأنا أدري أن السطوع وترك بصمة وأثر هو حلم أغلب البشر، فكرت كثيرًا هل يستحق هذا العالم أن أبذل جهدًا لإثبات نفسي من أجله؟ بالطبع لا، فعالم قد تسقط وتقوم فيه الحضارات بين ليلة وضحاها لا يستحق شيئًا سوى أنا أدعو الله أن أخرج من كل هذا بقلب نقي لا يشوبه فساد النزاع على سلطة أو أضواء زائفة. فكرت كثيرًا فوجدت أن دافعي للسعي في طريق ومجال اخترته، رضا الله، أن أحجز مقعدًا في الجنة بعد ضيق هذا العالم، أن أكون ذات تأثير للعالم الإسلامي فأرفع راية الإسلام - يومًا ما- بعملي في بقاع الأرض.
• من أجل أمي.. من أجل أبي:
رغم أن السبب الذي ذكرته قوي، لكنه ليس الوحيد، احتجت لأسباب أكثر تدفعني للنجاح في مجالي خصوصًا، فكرت ووجدت أن أهلي يستحقون ذلك، نظرة الحب في عيونهم، والسعادة بنجاحي يومًا ما، هم أحد أسبابي، وجدت أني لا أملك ما أقدمه لهم لأوفي جزءًا بسيطًا من حقوقهم وما بذلوه من أجلي، أعرف أنهم لا يحتاجون مني المال ولا الهدايا الكبيرة، سعادتهم وفخرهم بي أكبر من أي شيء آخر، نجاحي سيكون أكبر هدية لهما.
• من أجل مستقبل أفضل:
لم أقصد بالمستقبل الأفضل المستقبل المادي، بالطبع توفير مصدر دخل جيد لنفسي ولعائلتي سبب منطقي، لكنه ليس أحد الأسباب التي تدفعني للإبداع.
من أحد الأسباب التي أعتبرها دافعًا لإكمال طريقي أنى أريد لأبنائي - يومًا ما - أمًا يفخرون بها، تعلمهم من خبراتها، ومهما كان مجالي الذي اخترته، فبالتأكيد سأكتسب منه خبرة كبيرة للتعامل في الحياة. أريد أن أكون لشريك حياتي شريكة حقيقية تشاركه أفكاره وتساعده في حل مشاكله، وألا ينتهي مجال النقاش بيننا - يومًا ما-.
• لأن مجالي من أقوى المجالات في العالم:
اخترت مجال البرمجيات لحبي وولعي بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا، وما وجدته من قوة في ذلك المجال، ورغم أهميته إلا أن لدينا نقص واضح في العقول الساطعة في هذا المجال، وجدت في ذلك دافعًا للسعي، لأن أكون أحد مصادر القوة العربية، فالحروب القادمة كلها ستكون مبينة على التكنولوجيا، فأنت تستطيع تدمير دول بأكملها من خلال حاسوبك، وأنا مؤمنة بأن الله لم يضعني في ذاك الطريق إلا لسبب قوي، وعليَّ أن أقوم بما بوسعي لأحققه.
• من أجلك لا من أجل العالم:
لم أجد أسبابًا أكثر تعطيني الدافع لأن أكمل، لأستيقظ كل يوم لفعل ما هو مفيد، لكن علقت برأسي تلك الفكرة يوم طرحتها عليَّ صديقة لي، أني أفعل كل هذا وأسعى؛ لأنه ما من بديل كان ليرضيني، ما البديل؟ الاستلقاء على سريري وحياتي لا تصل لأي شيء؛ لذلك أنا أسعى، أعمل وأتعلم، أحب مجالي وأبدع فيه، من أجلي أنا لا من أجل العالم.
-
مريم احمدانا طالبة جامعية بالفرقة الأولي ، أحب مجالي و هو كل ما يتعلق بالتكنولوجيا والبرمجيات ، و الكتابة تغذي روحي و ترتب افكاري