إشعار آخر ..! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إشعار آخر ..!

حكاية لم أقصصها عليك .

  نشر في 08 ماي 2016 .

إلى راحلي ،، 

سلام لك من شرفة القلب التي لم يمر بها أحدا سواك .. 

جئت أخبرك أنني تذكرتك اليوم ، رغما عني يا صديق الروح  تذكرتك .. عصفت بي الآمال واحتاجتني رائحة النوم في صوتك ،  كم كنا قريبين يا راحلي.. 

في البدء أخبرني كيف حال فوضاك الجميلة ، كيف حال مسبحتك ، ترى هل جنونك وعشوائيتك  ما زالا بخير ؟!  ما زلت أقبلك بكل عبثيتك  ولم تزل على خوفك أيها السنجاب الصغير .  

كنت قد نسيتك ، نسيت عينك اللامعة أمام عيني ونسيت مذاق شفتيك ، ونسيت صوت همسك لي تحت غيمة الفجر ، نسيتك ومشيت إلى كل ما لا يصلني بك  والآن .. ما الذي جاء بي ، سأخبرك 

اليوم اتصل بي أحدهم ، لا لم يتصل بي  لقد وصلتني منه رسالة .. لالا أنا أكذب وأنت تعي ذلك ، اليوم يا راحلي  كنت اتسكع في الصباح بدلا من انتظارك ، كنت أرفع وجهي للسماء كي تقبلني الشمس في عيني كما عهدتنا معك .. عندما عدت  وجدته ، ووجدتك معه ، وجدته يقف منتظرا عودتي  بيده حقيبة وفي عينيه سؤال ،عرفني بنفسه في البداية لم اتذكره ، قال متلعثما انه فلان .. وانه وانه وانه 

لقد غرقت في الاسم وحده ، اسمه الذي يعود لك ، عيناه زيتونتان  لامعتان  انتبهت لهما الآن للمرة الاولى ، ذكرني بنفسه .. كان يجلس إلى جواري في رحلتي تلك .. أقول صدقا يا رجل لقد دارت بي الارض وأنا أقف أمامه  مجرد من كل ما رآني عليه يومئذ من السعادة ، كنت أقف على حافة الحزن وابتسم بفتور .. بيده حقيبة علمت بعد ما ارتشف قهوته  انها لي ، نسيتها معه ، بل نسيتها في اللامكان عندما كنت أهرول آتية إليك .. 

لقد ذكرني  بخوفي يا صديق  الروح ، ذكرني بصوتك النائم في محادثتنا تلك ، ذكرني بكل نبضة  ارتعش بها قلبي ذاك الصباح .. يوم سفري ، يوم  مقتلي ، يوم التقينا صدفة وافترقنا عمدا مع سبق الاصرار .. هل تذكر ذلك الصباح يا راحلي .؟! 

كنت قد تهيأت ورحلت أحمل حقائبي وهديتي ورسائلي إليك جميعها ، كنت أدفع الساعات ساعة تلو ساعة في لهفة لساعة اللقاء ، وكان يرقبني ، يتناول طعامه على مهل ويسترق النظر ليرى امرأة فتنها الحب وقادها بقيد التف حول عنقها   فانساقت وراءه دون تفكير او سؤال ، ما رأيته يومها ولا سمعت صوته بالرغم من كوننا تبادلناك في حديثنا لساعات ، لقد سمعني وأنا ألقي عليك تحية الصباح عبر هاتفي ، ورآني وأنا أقبل عينيك في صورة أمسكت بها بين ثنايا الروح .. واليوم جاء كإشعار جديد .. يقول لي ما زلت أذكرك ، كم مر من أعوام ؟ كم فات من وقت ، ها هو يجلس أمامي باحثا عنك فيّ ، باحثا عن  صوتي المبتهج وعيني الباسمتين وعن حديثي عنك لكنني واجهته بالصمت  وحملت من بين يديه حقيبتي  وقتلت .. 

تركته يدور في الفلك وحيدا وأنا أرتب الكلمات التي سأطرده بها من منزلي ، من ذاكرتي ، من بيننا ، من حزني ، ومن فقدي اليك .. أما عنه فربما علق بي ،أحبني رغم امتلائي بك ، بحث عني لاعوام وجاء يحمل حقيبة صغيرة تربطه بي ، جاء محملا بشوق أخفاه حين رأني منطفأة  كالخوف من الظلمة .. لكنني لم أحدثه عنك  بالرغم من بحثه ومن رغبتي في الحديث عنك .


  • 18

  • ياسمين حسن
    باحثة عن النور الذي على هداه قد أجد نفسي ! * بين الذكر والذكرى *
   نشر في 08 ماي 2016 .

التعليقات

,,, ( لكنني لم أحدثه عنك بالرغم من بحثه ومن رغبتي في الحديث عنك ) ,,, مقال رائع
0
حسام يسري منذ 8 سنة
تعبير جميل وأسلوب أصيل
ولكن السؤال الذي يدور في المجال أي الكتب أنت تقرأين
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا