بين العِلْمِ والتَّعَلُّمِ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بين العِلْمِ والتَّعَلُّمِ

قصة يوم دراسي

  نشر في 22 أكتوبر 2016 .

”الثالثة فجر الأربعاء ، هكذا كانت تشير عقارب الساعة وقتما خلدت إلى النوم بعد ليلة مرهقة ، وفي رأسي سيل من الأفكار المتلاحقة والشكوك حول إمكانية لحاقي باليوم الدراسي العسير

لم أفق منها إلا على وقع أيد تطرق الباب عقبها صوت ينادي : "عمرو .. عمرو ! .. اصحى يا ابني هتتأخر على السكشن " .. إنه أبي أتى ليوقظني .. لكن ياترى كم الساعة ؟ أشعر أنني لم أنم من الأساس ! ..عندها كانت السادسة إلا عشر دقائق : أي قبل شروق الشمس بإحدى عشر دقيقة.

فأجبته على مضض : "حاضر قايم أهه" .. غفوت لدقائق ، تزايدت النداءات والخبطات ( إنني معتاد على غلق باب غرفتي بالمفتاح قبل نومي منعا للازعاج ) ، فجأة قررت أن أفيق ، ترجلت من فراشي فاتحا إحدى عيناى بينما الأخرى غارقة في النعاس ، جلست برهة ثم أديت طقوسي الصباحية - في زمن قياسي - وانطلقت إلى كليتي خوفا أن يفوتني المعمل (السيكشن ) البغيض بالنسبة إلي خاصة أن توقيته في الثامنة صباحا .

كان الطريق طويلا والوقت يمضي كالبرق ولكن (بتساهيل ربنا ) وطأت قدماي هناك قبل ميعاد السيكشن بخمس دقائق ..

 في البداية كالعادة تبدأ المعيدة بالشرح المكثف وهي تقول جملتها الشهيرة:

 ( احنا هناخد كمية كبيرة النهار ده فركزوا معايا ، والناس ترسم ورايا علشان هاخد عليه الغياب ) ... ينتهي الشرح ثم نبدأ بالعمل على الميكروسكوبات وينتهي الوقت دون أن تنظر إلى رسم أو خلافه .

أتي وقت الراحة التي تقدر بالساعة والنصف أذهب خلالها مع الأصدقاء لتناول الفطور من سنتر الطعام ( بدروم مستشفى الطلبة الجامعي ) ، و بعد انتظار دام لنصف ساعة ، أخيرا أصبح الطعام جاهزا .
ذهب أحدنا لياتي به ، جلسنا وأفطرنا ، وشربنا الكوكا وأخذنا في التحدث حتي ميعاد السيكشن القادم ..

ذهبنا إلى معملنا مسرعين كنا قد تأخرنا خمس دقائق ليس إلا ، وصلنا إلى باب المعمل الذي كان مغلقا ، طرقت الباب لأستأذن لنا بالدخول إذ بالمعيد (الدكتور) يقول لي : " آسف مش هتقدروا تدخلوا ! .. ماذا فعلنا ؟..قال بنبرة فيها شىء من الجدية : (متأخرين 5 دقايق ..روحوا استأذنوا من الدكتور المسئول عن العملي علشان تحضروا ! ) أصابتنا الدهشة جميعا .. نحن لم نرتكب جريمة ياسيدي .. فقط تأخرنا خمس دقائق ..أنت لم تقدر عنائي حتى أصل إلى هنا! : استيقظت من نومي في ساعة مبكرة وقطعت قرابة الساعتين في الطريق المرهق وأنت لاتهتم بكل هذا فقط تهتم بنفسك! .. إذا من حقنا ان نحاسبك عندما تأخرت علينا نصف ساعة قبل ذلك .. أين الإنصاف ؟ ! ياسيدي لك أن تعلم أننا شركاء في تلك العملية فلا صلاح لها بدوني ولا قيام لها من غيرك، ولكن فقط لا تعاملى كجندي لديك في كتيبة أو تشعرني بعقدة النقص التي لديك ...لك مني كل التقدير ولكن ماذا لي ؟! ”


  • 5

   نشر في 22 أكتوبر 2016 .

التعليقات

بسمة منذ 7 سنة
مقالة تصف واقع غالبية طلاب الجامعات ،
ابدعت في صياغة المشكلة وإلى الأمام.
1
عمرو علاء
شكرا جزيلا
:))

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا