اليكِ يا صديقتي ... ربما لم تعرفي ذلك عني يوماً لكني احب الكتابة والتجئ اليها في اغلب اوقاتي وخاصة اوقاتي الحزينة .. افكاري تأتي الي في اشد الاوقات حزناً وانا الان حزينة كأم فقدت اخر ابناءها في حربٍ لا إنتصار فيها!!
محادثتي الاخيرة معكِ مضى عليها اسبوع كامل مر علي بكامل ثقله واخذ مني ما اخذ .. محادثة لم يكن بها اي نوع من الضحك او الحكايات عن الواقع والايام كعادتنا .. بل كانت محادثة صادمة افرغتي فيها ما كان بقلبك نحوي .. لا اعلم هل حقاً كنتُ في عينك بهذا الشكل دائما ام انك قلتي ما قولتيه لمجرد ان تشعريني بالذنب والتقصير !! لا اعلم حقاً لكني ازف اليك التهاني لنجاحك في كسري و تشتيت ما تبقى من نفسي..~
لم اتوقع يوما ان تكون تلك الكلمات موجهة منك الي .. انا التي كنت اشكو اليك ممن يروني بشكل غير حقيقتي !! .. هل تعلمين .. نحن حقا لا نموت دفعة واحدة كما يقولون انما تحترق منا اجزاءاً صغيرة كلما حدث لنا امراً ما تأكل اروحنا شيئاً فشيئاً حتى لا يبقي منها ذرة حية فيأتي الموت وياخذ رماد أرواحنا معه.~
لا ادعي المثالية .. اعلم أني لم أكن يوماً صديقة بالقدر الكافي لكِ .. لكني اشهد الله اني لم احمل في قلبي سوى الحب والمودة نحوك ولم اتمنى اكثر من ان نظل سويا حتى نهرم معاً .. لقد كانت دوماً تأتي في مخيلاتي تلك الجلسات المسائية انا وانتي واطفالنا بجانبنا نسهر ونلعب معهم حتى يناموا لنستطيع بعدها ان نكمل حديثنا معاً .. تخيلت كل حياتي معكِ .. حتى تخيلت اني في فراش الموت لا اطلب شيئاً سوى ان تكوني بجانبي ..
لم اكن اعلم ان القدر لم يكتب لنا ان نعيش مثل تلك اللحظات قط !! لم اكن اقدمك للناس بانك صديقتي بل اختي الثانية .. اختي التي لم تلدها امي .. هل تذكرين كم من مرة ظن الناس اننا اخوات او على التقدير الاقل اقرباء لكبر الشبهه بيني وبينك .. لقد كنت دوما اطير فرحاً عندما يقول احدٌ ذلك !!
مررت على كتاباتي القديمة من فترة و لمحت سؤال سألته في عام 2016 " هل ستنتهي صداقتي بكِ يوما ما كما ينتهي كل شئ جميل ؟" .. والله لو كنت اعلم اني ساعرف اجابة هذا السؤال بعدها بفترة قصيرة لكنت مزقت تلك الورقة وتخلصت منها ..الاجابة كانت بالايجاب وبالفعل انتهت صداقتنا.. انتهت عشر سنوات من الصداقة نتيجة تراكمات لا معنى لها لكنها مؤلمة عندما تنطلق دفعة واحدة من شخص لم تتوقعها منه على الاطلاق ..
اكتب اليك اخر كلماتي .. لا اعلم ان كنت ساراك مرة اخرى ام لا .. لا اعلم ان كان هذا الموقف فترة مؤقتة وسنعود مرة اخرى ام لا .. لكني اعلم اننا حتى لو عدنا لن نكون كسابق عهدنا .. لقد كُسِر شئ بداخلي لا أحد يستطيع إصلاحه !!
أحبُكِ جداً .. واسأل الله دوماً ان يصلح أحوالك ويرزقك ما تريدينه وأكثر .. وان تجدي سعادتك حتى ولوكان غيابي شرط تواجدها .. لا أعلم كيث سأصلح ما فسد بداخلي ولكني سأفتقدك دوماً ..
27-12-2019
القاهرة
التعليقات
أحزنني ما مررتِ به، مررت بموقف مشابه و بعد سنه عاد الأمر إلى سابق عهده، لا بأس ربما تمر بفترة تخبط أو تراكمات كما قلتِ، ستُدرك حُبك لها فيما بعد لا تيأسِ.