لا افتقدهم..
كيف !! .. والذكرى بداخلي..لا تموت..
لا تموت ذكريات الإنسان إلا بموته..
سعي الإنسان للتملك جعله يحفظ ذكرياته داخل خلايا عصبية..
ليمتلكها..
ولكنها أيضاً تمتلكه.. تصبح جزءاً منه..
تشاركه في نفسه..
لا أملك مهارة النسيان..
النسيان..لا أجيده..
لكني أهضم الماضي..
هذا ما أجيده..
فقط تلك الخلايا العصبية في ذهني التي كانت تحمل ذكراهم تحتضر..
إنها تتألم..
كأي شيء حي كانت تريد أن تتمدد..
لكنها لم تستطع..
لا.. إنها لا تتألم..
هي فقط تصرخ..
لأنها تحتاج إلى غذاء..
فهي ككل شيء حي لا تريد أن تموت..
لكني لم استطع..
أنا من يتألم..
كان علي أن أوقفها..
هي تسعى للتمدد وصنع ذكريات جديدة ولو عبر الخيال..
السيناريوهات البديلة..
ماذا لو ؟!
كل ما كان ممكن أن يُقال..
كل ما كان ممكن أن يحدث..
تضع الأحتمالات بدل الواقع..
المرادفات بدل المعنى..
تسير على غير هدٍ قاصدةً السراب..
هي تصرخ من جديد..
تضربني في مقتل..
تؤلمني كي أدعها تعيش..
تأتيني رهيفة في سرحاني أثناء يقظتي..
تأتيني حنين عند منامي وفي أحلامي..
لكني لم أكن لأسمح بذلك..
لماذا ؟! .. لأنه لا ينبغي لها أن تتمدد..
كان ينبغي أن تضمحل وتذبل..
لتترك طاقة وغذاء كافيين لخلايا عصبية أخرى..أصنع بها ذكريات جديدة..
ذكريات هذه المرة ينبغي لها أن تعيش..
سأزرعها في المكان المناسب من دماغي..
ستتمدد الذكرى قريباً حتى تصل إلى قلبي..
ستملك علي خاطري وتشغل لي بالي..
ستظهر قريباً في أحلامي..
سأترك الباب مفتوحاً للحياة..
فلتأتي الحياة ولتقم بالازم..
لن ألطخ يدي بدماء الماضي..
سأدعها تفوز..
سأدعها تأكل ما تبقى من غضب الذكريات الأخرى..
ستحيا على رماد الخلايا العصبية للذكرى القديمة وتزدهر..
ستزدهر كما يجب..
كما يحلوا لها..
ستزدهر كما ينبغي..
ستزدهر الذكريات الجديدة كالحياة..
كأنها أبدية..كأنها لا تموت..كأنها تملك الأمل..
بل كأنها الأمل ذاته.
-
Nour Eldeen Magdyمن أنا لأقول لكم ما أقول لكم ؟!.. أنا لست لي.. أنا للطريق.. أنا السماوي الطريد.. أنا ملك الصدى.. أنا الرسالة والرسول.. أنا العناوين الصغيرة والبريد.. محمود درويش