كبرنا ... وبتنا أغراب .
أصابتنا برودةٌ في أرواحنا ,
الى الحدِ الذي نجدُ من السؤالِ عن الحال سذاجة ,
فما عاد يحمِلُ ذات الدفء , أصبح يُشِعُ برودةً وصقيع .
ولم يعد أصلا هذا السؤالُ واجبًا , كما كان !
لا تسأل عن الحال اذ ما كنتَ فعليًا , تهتمُ لسماعِ الإجابة .
لا تسألني عن الحال , طالما كنتَ أنتَ , سببًا في سوءِ الحال .
لا تسأل أبدًا , طالما , انك بانتظار اجابة سطحية , لتبدأ بإكمال بروتوكول النفاق الاجتماعي , خلف ابتسامةٍ مصطنعة .
ان بقينا على هذا الحال من فقدٍ للصدقِ في الروتينات البسيطة ! سنفقدُ الدفء , سنفقدُ الشوق ولهفة الوصال !
نفقدِ شغفنا للإجابة عن أسئلة تلامِسُ قلوبنا .
- شو اكثر شي بتحبه ؟
- شو حِلمك ؟
أصبح السؤال يثير ريبتنا , جدًا . تجدُنا نقف قليلًا , نفكِرْ , ما المغزى من طرح هكذا سؤال ؟
تُرانا على شفا حُفرةٍ من النار اذاً . تقتُلنا السطحيةُ في التفكير , ويرهقنا البحث عن خفايا الاسئلة ؟
ونتجَنبُ معظمها , بطريقة أو بأخرى . حتى لا نَقع بفخِ الإجابة ؛ الكاشفة لما تخبئه الصدور.
وأحيانًا , نتأملُ إجاباتٍ , أجبنا بها , ونفكِرُ في خياراتِ كانت أفضل للرد , ونتمنى لَوْ !! .
اصابنا القحط , نحتاجُ للغيث ! مطرٍ ينبتِ صحراء تسكنُ قلوبنا .
مطرٌ ينبهنا الى أننا ...
ما عدنا ننظرُ لِ – حلوى الجلي – و – السوس- و-غزل البنات- سوى انه سكر يسبب المرض وتسوس الاسنان والسُمنَة .
وما عدنا ننتظر عودة " سينشي كودو " الى طبيعته .
وكتابُ الطبخِ وتفسيرُ الأحلام لم يعد ضرورةً ملحة في كل بيت .
أصبحت لعبة " الحجلة " و "اللحيقة" مجرد استنزاف للياقتنا وحالتنا الصحية .
أصبح ماريو قزمًا مملاً .
وأصبح حُبُ "سامي" لأخيهِ "وسيم" وعطفُه عليه ما يُحَرُكِ احساسنا .
ولم نعد نتعاطفُ مع "سالي و ريمي و جودي ابوت "
بائعةُ الكبريتِ , ماتت , ولم نعد نعرها اهتمامًا .
لم نعد نتقمصُ دور ماجد ورفاقه , اثناء تشكيلنا لفريقِ كُرةِ القدم .
وصوتُ " رشا رزق " لم يعد يُطربنا , ونترنمُ على ايقاعه , ونزدادُ حماسًا به مع بداية كل مسلسل.
لم يَعُدِ الليلُ بالنسبةِ لنا موحش ومخيف , بل اصبح ليلنا هو وقت ذروتنا , بتنا خفافيش . !
أصبحنا متقلبين جدًا , و سريعي الملل , و أصبحنا نهتمُ بالشكلياتِ فقط .
نحنُ منهكون للغاية , نَحنُ مُستنزفون جدًا ,
الجار لم يعد له اية اهمية , الضيف اصبح انسان ثقيل الدم , صلة الرحم باتت زيارات رسمية في الاعياد , الصداقة مصالح , والحب يتضاءل .
أصبح حرصنا على الاهتمام بالأشياء والأماكن اكثر من الاشخاص , اثناء التقاطنا للصور .
بالنسبة لي , بِتُ أميل للعزلة أكثر من اي وقت مضى ,
أُفَضِلُ الغياب , المؤقت. الغياب بنظري هو اثباتٌ للوجود , فالغيابُ والحضور كلاهما سَيان , في زمنٍ بتنا فيه , كلنا , غائبون .
كَبرنا ... وبتنا حقًا , أغراب .
-
احمد الزيوددرجة البكالوريوس في الاقتصاد , أهتم بالأدب , القراءة , الكتابة . تجذبني القبضة الطينية للتراب حينًا و ترقى بي روحي للعُلا .. أنا محضُ انسان . . .
التعليقات
دام قلمك اخي :)
أشكرك
طغت الماديات بشكل مهول ولم يعد لما هو روحي طعم
الا من سلم قلبه..