لا .. ليس بمثل هذا الكلام .. لا ..
ليس بنفس الأسلوب و هذا الحوار العاجز !! ..
ليس بمثل هذا الملل و الغباء..
ليس بمثل هذا الأرق و الكآبة..
وليس بمثل هذه التفاهة و الجدية ! ..
ليس بمثل هذا الاختناق و أنت تتحول إلى إنسان يعطف على امرأة متعبة و يحاول أن يشاركها ضياعها ..
ليس بمثل هذا السأم من ضباب الأوهام الذي أغرقتك فيه و أنت تنظر إليها و تستمع إلى أنين كائن مشوه محترق ..
ما ذنبك أنت و كل هذا ؟ ..كيف تحملت كل هذا الجنون و الكآبة و الحماقة ؟ كيف و كل هاته السنين ؟ هل هي المبادئ و المفاهيم التي ربما عاهدت نفسك بالولاء لها ؟..
أم هي فاجعة حب امرأة ميتة حين اعترفت لك وحولتك إلى حكاية خرافية ويعجبك أن تسردها عليك قبل النوم ؟ !
أو ربما في بعض الأوقات تسليك مدينة الحمقى و الكرنفال و السيدة المهرجة ؟ !
أم ربما هو التعلق بالأيام و التواريخ ..بالملامح و الذاكرة ..التي حفظت لاشعوريا بتفاصيلها و أصبحت محفورة في داخلك ؟
آه يا سيدي ..
ليتك قلت لها هذا قبل اليوم..
ليتك جعلتها تفهم مقدار نفسها و تعرف موضعها حتى لا تتجرأ و يأخذها الحنين إليك في كل مرة , لكي توفر عليك كل هذا التحمل و هذا العناء و أنت عالق في جحيمها..
ليتك أخبرتها بصراحة بحقيقة المشاعر وعرفتها الفوارق جيدا..
ليتك قلت لها هذا بوضوح تام لكي تفهم أكثر ..
نعم .. لقد قلت لها مرة أنت امرأة مجنونة و حمقاء لكنها لم تعي جيدا هذا ..
ربما لفرط حبها فضلت الرقص على حد شفرتك و ربما لم تستوعب انك لا تحبها و هي تراك برقة الحزن ذلك الإنسان الغريب الذي يقودها إلى شواطئ لم تراها و دروب لم تسلكها !؟
كيف يمكنها أن تصدق أن حضورك فراغ و هي تقرأ كلماتك المخفية و تتشبث بها لأنها بحاجة إليها فيخيل إليها انك ترسمها بدافع الحب ؟!!
كيف يمكنها أن تفهم كل هذا بعد إن أقنعتها بأنك الرجل الوحيد الذي يؤكد لها أنها امرأة حية و تتنفس !؟ سيدي ..
ربما هي امرأة قلت لها في زلة تفكير بأنها تعيش في مكعب كونته أفكارها ..
شكلته أحلامها و حماقتها فظلت فيه محبوسة ..
لكن لو تعلم يا سيدي.. كم هو مؤلم أن يأتي هذا ممن أسكنته تجاويف قلبك ..
من إنسان أحببته بإخلاص ووثقت بأنه موجود لأجله لا لأجلك ..
و يهبك الحب و المشاعر الصادقة لا العطف و المجاملة ..
ويبقى ينظر إلى ساعة يده حتى يمر الوقت و معه الوهم الجميل و الوعود المتواضعة !!..
اعتذر إليك سيدي ..
أعتذرعن ضعفي الذي ساقني إليه فرط حبي ..
اعتذر إليك لأني كفنتك في روحي و بين جدران همومي و أحزاني ..
اعتذر إليك حين كتبت لك كل كلمات حبي الملتهبة ولم اعلم بأنها تنطفئ في حلقك..
اعتذر إليك عن كل حرف صرخ بوحشية الصمت و البوح !!.
آه يا سيدي لو تعلم كم انأ اخجل منك الآن و من غبائي..
فاعذرني حين اعتقدت أن في العمر متسعا لسعادة أخرى و لم انتبه إلى عجزي !
ميرا
-
Dr.miraProfesseur d'université