لطالما علمنا أن الحياة قصيرة وأننا يوما ما سنكون مجرد ذكرى عابرة دون الإحساس بذلك ما دمنا لم نمت بعد ، نذهب إلى القبور لزيارة أحبائنا والقلب تارة ينزف ألما وحرقة لفراقهم وتارة أخرى حنينا وشوقا لرؤياهم ، وبعد ذلك يتيه كل منا في عالمه الصغير الضيق ويستمر السجال بين الحياة والموت على من سيفوز بلعبة تدعى "إنسان" في النهاية .
ماذا لو كان اليوم هو آخر يوم ؟؟
ماذا لو اكتملت علامات الساعة الكبرى ورفعت الصحف إلى الأعلى ؟؟
ماذا لو كنت آخر المغادرين ؟؟
ماذا لو انتهينا من تكبر الحياة وغرور الموت ؟؟
حينها سنكون أمام اختبار صعب ، لامفر منه ، سيحاول كل منا الدفاع عن نفسه وتقديم أعذار واهية للهروب من العقاب ، سنصبح سواسية عارين كما خلقنا أول مرة ، جميع أعضائنا ستتخلى عنا وتتنكر لنا دون شفقة ، حينها لن تبقى معنا سوى أفعالنا ، نعم فهي وفية وصادقة تخون الحياة والموت لتقف إلى جانبنا دوما .
لذا فلنحرص على طهارتها وصفائها في العالمين وليكن مقدار حبنا للحياة بمقدار إدراكنا للموت فكلاهما موجود ليعزف لنا أجمل لحن ..